موسى: المفاوضات لا يمكن أن تتواصل في ظل بناء المستوطنات

أكد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، أن المفاوضات الجادة حول عملية السلام في الشرق الأوسط، لا يمكن أن تتواصل في ظل بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة بما يؤثر على وحدة الأراضي التي ستشكل أراضي الدولة الفلسطينية الجديدة.

وأضاف موسى في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، 'أن استمرار بناء المستوطنات، والمطالبة باستمرار المفاوضات يشكلان تناقضا كبيرا.. ولهذا فإن وقف بناء المستوطنات، ومواصلة، أو تمديد عمل قرار التجميد يعتبر ضروريا، ويعد رسالة رمزية تفيد بأن السياسة الإسرائيلية جادة في هذا الشأن. وأردف موسى ولكن إذا استمروا في اقتطاع وحدة الأراضي الفلسطينية، وإذا واصلوا تغيير التركيبة الديمغرافية والطبيعة الجغرافية للأراضي، فلماذا يتم إجراء المفاوضات، ولماذا نضيع الوقت فيها؟'.

وأثنى موسى على كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة أول أمس، مشيرا إلى دعوته إلى إقامة دولة فلسطينية في غضون عام، وأمله في رؤية فلسطين الدولة رقم 193 بين أعضاء الأمم المتحدة.

وأضاف أن الرئيس الأميركي كان يتحدث عن دولة فلسطينية قابلة للحياة، الأمر الذي يتطلب أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، معربا عن أمله أن يؤدى استمرار المفاوضات، في ظل تجميد بناء المستوطنات، وخلال فترة قصيرة إلى أن يتم البت في قضية بعد أخرى.

وردا على سؤال حول ما قاله الرئيس الأميركي من أن إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، قال موسى 'إنها الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني أيضا، فليس هناك جديد، فهي تاريخية لكل من يعتبرها تاريخية، ولكنها كانت دائما في التاريخ أرضا عربية، وبلدا لأولئك الذين كانوا يعيشون دائما في هذه المنطقة لقرون وقرون، وليس فقط اليهود. على الرغم من أننا وكما تعلمون ليس لدينا أي شيء ضد العلاقات الجيدة بين المسلمين والمسيحيين واليهود. ولكنها السياسية السيئة، والاحتلال، والتمييز ضد الفلسطينيين والتي كلها تصعب من الأمور.

وفيما يتعلق بالمحادثات على المسارين السوري – الإسرائيلي، واللبناني – الإسرائيلي، قال موسى 'إن السياسة الإسرائيلية السلبية فيما يتعلق بقضية الأراضي تنطبق على كل الأطراف، مشددا على ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل، وتابع قائلا 'لذا من المهم أن يتم تفعيل المسارات الثلاثة، السوري واللبناني والفلسطيني، حتى يتم تحقيق السلام. ولكن ذلك يحتاج إلى العمل. فالأمر لا يتعلق فقط بمؤتمر يشهد مصافحات، وكل تلك الحيل، فما نراه على المسار الفلسطيني يجب أن نراه أيضا على المسارين السوري واللبناني. ولكن ذلك لا يجب أن يثنينا عن الدعوة لتفعيل كافة المسارات والمطالبة بتحقيق سلام عربي إسرائيلي شامل، وسلام شامل في الشرق الأوسط.

واتفق موسى مع الرئيس الأميركي في أن الدولة الفلسطينية الجديدة تحتاج لمزيد من الدعم ومن التمويل من جانب الدول العربية، وأن جامعة الدول العربية تعمل على توفير ذلك.

وردا على سؤال حول ما تناقلته بعض الوكالات عن المسؤولين الأميركيين من أنهم يمكنهم تصور الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي حتى في ظل احتفاظ إسرائيل بترسانتها النووية، أجاب موسى بالقول 'إنه لو احتفظت إسرائيل بترسانتها النووية مدعومة من قبل دول قوية، فستكون في اعتقادي على المسار الخاطئ، ولذا فإنني أقول إن هذه المسألة النووية في الشرق الأوسط ما لم يتم التعامل معها بشكل جيد وعادل، فسيكون هناك سباق للتسلح'.