مشروع لـ (جايكا) في 9 مخيمات تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية لمئات العائلات

لم تكن خضرة علي احمد 35 عاما والتي تقطن مخيم البقعة تتوقع أن يتحسن دخلها المعيشي والمادي المعدوم بعد مرض زوجها اثر مشاركتها في مشروع صغير منذ سنوات لإنتاج مواد التنظيف والعطور والكريمات وزراعة الفطر.
وقالت خضرة علي أن هذه المشاريع الصغيرة هي التي أنقذتني من فقر مدقع ومستقبل مظلم ابحث فيه عن حلول الي ان سمعت عن مشاريع صغيرة تقدمها دائرة الشؤون الفلسطينية وبدعم من الوكالة الدولية اليابانية (جايكا).
أما نعمة إبراهيم يوسف ولديها ستة بنات وولد واحد وحالتها فقيرة فقالت أنني دخلت في دورة متخصصة لمعرفة هذه المشاريع حيث كان الفقر والحاجة دافعا رئيسيا للبحث عن اية جهة يمكن العمل معها وفق قدراتي من اجل تحسين أوضاعي المعيشية والمالية الصعبة التي نعيشها.
وبينت يوسف: انني اخترت مشروع انتاج مواد التنظيف في المنازل وزراعة الفطر وإنتاج العطور حيث حول هذا المشروع حياتي من مستهلكة ومحتاجة الى استقرار مالي وارتفاع في معنوياتي وثقتي في نفسي بعد صبر طويل وثقة وممارسة عملية وتسويق ناجح لهذا المشروع.
رئيس قسم التدريب في دائرة الشؤون الفلسطينية عادل حمدان بين ان هذه المشاريع قد تمكنت من تحقيق النجاح في تحسين أوضاع 180 عائلة استفادت من هذا المشروع من اصل 800 مشروع موزعة على تسعة مخيمات منتشرة في أنحاء المملكة.
وأضاف حمدان أن هذه المشاريع باشرت فيها دائرة الشؤون الفلسطينية ونتيجة التعاون والجهود الكبيرة فقد أثمرت عن تسهيل إدخال هذه المشاريع لهذه العائلات بعد خمسة سنوات من بدء المشروع وهذا إنجاز كبير لدائرة الشؤون الفلسطينية بعد كسر حواجز التفكير النمطي في منع المرآة من العمل.
وبين حمدان أن نجاح هذه المشاريع قد دفع أكثر من 120 عائلة للتقدم لهذا المشروع حيث سيتم دراستها جميعا ومن ثم اخذ القرار في إدخالها لمثل هذه المشاريع التي غيرت حياة هذه العائلات.
أما خبيرة مشروع التدريب والتشغيل اليابانية «يوشينو سوزوكي» فقالت أن هذا المشروع قد جاء من خلال التعاون المشترك بين الحكومة الأردنية واليابانية والذي يهدف إلى تحسين الأحوال المعيشية للعائلات الفقيرة من خلال برامج تدريبية وبرنامج للتشغيل الذاتي.
وأضافت سوزوكي أن مشروع(جايكا) كان يهدف إلى خلق فرص عمل للشباب والشابات حيث تم تشغيل 1620 شاب وشابة عاطلة عن العمل في العديد من المصانع والمؤسسات وبعد منحهم دورة تعريفية بهذا العمل ومعرفة حقوقهم العمالية وما عليهم من واجبات وتعليمهم أخلاق المهنة.
وبينت سوزوكي «إننا واجهنا صعوبات كبيرة في بداية المشروع الذي سينتهي في عام 2012 حيث أصبنا بالإحباط لصعوبة إقناع الشباب والشابات الإقبال على هذا المشروع الا ان المثابرة والصبر قد مكنتنا من تحقيق النجاح.
وحول المشاريع الذاتية بينت سوزوكي أننا نقدم للنساء كافة الاحتياجات والبنية التحتية للمشروع ومنها مشاريع صناعة مواد التنظيف العادية والمتطورة وملمع الزجاج وزراعة الفطر إنتاج الخضار الجاهزة مثل تحفير الكوسا والباذنجان وصناعة البخور وتربية النحل وإنتاج العسل والكريمات وتربية الأرانب والتي حققت نجاحا مذهلا.
مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس وجيه العزايزة قال ان المخيمات الفلسطينية في المملكة والبالغ عددها 13 مخيما ، خمسة منها مؤقتة انشئت العام 1948 والبقية انشئت للطوارئ بعد عام 1967 ويقطنها حاليا نحو 400 الف نسمة.
وأضاف العزايزة هذه المخيمات قد شهدت في ظل عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، تطورا كبيرا طال كافة مناحي الحياة من بنى تحتية كطرق وهواتف وشبكات التصريف الصحي وغيرها ، بالاضافة الى تشييد وحدات سكنية ضمن مساكن الاسر الفقيرة حيث انجزت الدائرة تنفيذ 1200 وحدة ، والعمل جار لإنجاز 1400 أخرى. وأضاف ان من المكارم لأبناء المخيمات 350 مقعدا جامعيا ، بالاضافة الى تطور وتجهيز المنتديات الثقافية ومراكز المعوقين ، مبينا ان المكارم الملكية السامية التي لا تعد ولا تحصى بالاضافة لما سبق ذكره منها تبرع جلالة الملك عبدالله الثاني بمبلغ 100 الف دينار بهدف توزيعها على الاسر الفقيرة على شكل مواد عينية ، ومكرمة صيانة اربع مدارس حكومية في مخيم البقعة بكلفة 650 الف دينار ، وتشييد مبنى نادي البقعة الرياضي بكلفة 1,5 مليون دينار ، وبناء وتجهيز الطابق الثالث لمنتدى البقعة بكلفة 80 الف دينار ، ومشروع مقبرة مخيم البقعة بكلفة 400 الف دينار. وقال العزايزة: ان هذه المشاريع الخدمية من قبل الحكومة والجهات الداعمة والوكالة اليابانية قد ساهمت كثيرا في تحسين الاوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين والقاطنين فيها.

» الأوضاع المعيشية والصحية للفلسطينيين
» 'حزب الشعب': الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة لم تعد تطاق
» عتصام فلسطيني أمام الأونروا في الشّمال للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية
» كتاب سري من رئيس الحكومة السورى لوزيرة الاقتصاد لتحسين الأوضاع المعيشية
» 'التربية' تطلق مشروع تحسين وتأهيل المعلمين