'حزب الشعب': الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة لم تعد تطاق

- أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة ـ بسبب شح السولار والبنزين وغاز الطهي وكذلك الكهرباء، وما ينجم عنها من أزمات للمواطنين ـ رفعت من وتيرة الاحتقان الشعبي بصورة لم يشهدها قطاع غزة من قبل، لدرجة أن الأوضاع لم تعد تطاق، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية أقسى وأصعب من الأزمة السابقة التي شهدها قطاع غزة في بداية الحصار الظالم الذي فرض عليه.



وأوضح غنيم: أن النقص في الطاقة الكهربائية أفقد المواطنين البديل المتاح لنقص الوقود، معتبراً أن ما يشهده قطاع غزة من أوضاع صعبة يخلق آلاف المآسي التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني، لتطال كافة الشرائح الاجتماعية، عدا المنتفعين من هذه الحالة الموفرة لديهم كافة سبل الراحة، والمميزين عن باقي عامة الناس بحكم مواقعهم ومراكز نفوذهم.



وأشار غنيم إلى أن هذا الأمر يجب عدم التعامل معه على أساس الانتماء السياسي، مؤكداً أن جمهور حركة 'حماس' العادي يعاني تماماً كما هو باقي أفراد الشعب بسبب هذه الأوضاع، وأن نسبة كبيرة منهم تنظر بخطورة لما يجري وغير راضية عنه.



وأضاف غنيم: إن 'الخطاب التقليدي التي تروج له بعض قيادات حركة 'حماس' والحكومة المقالة لا يجيب عن تساؤلات المواطنين، الذين يعتبرون أن الحكومة المقالة هي المسؤول المباشر عن أوضاعهم المعيشية باعتبارها الجهة الحاكمة والمسيطرة على قطاع غزة، وعليها أن تجد المخارج المناسبة لتوفير احتياجاتهم الأساسية، والتعامل بحكمة وموضوعية مع ترابطات وتفاعلات هذه الأزمة للخروج منها، وفي مقدمة ذلك العمل بجدية وواقعية مع هدف إنهاء حالة الانقسام، الذي وصف استمراره بالبقرة الحلوب التي يغتني بسببها البعض، لكنها الدوامة التي تسحق الجماهير الشعبية ومصالحها، وكذلك المستقبل الوطني للشعب الفلسطيني'.



وحذَّر غنيم من مواصلة المراهنة على محدودية تعبير المواطنين عن استيائهم، داعياً إلى أهمية الاستماع إلى الشكاوى المتعاظمة لدى الناس، وإلى ضرورة تحسس مستوى الانفعالات لديهم، آملاً أن تدرك الحكومة المقالة ذلك، وأن تتخذ الخطوات العملية لعلاج المشاكل القائمة، لكي تبقى وجهة الصدام مع الاحتلال الإسرائيلي الوجهة الأساس على الدوام.



ودعا غنيم الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في قطاع غزة، والعمل على تذليل العقبات لرفع المعاناة عن المواطنين، وكذلك السعي الحثيث لإنجاز هدف الوحدة وإنهاء حالة الانقسام، والإسراع في تشكيل حكومة التوافق الوطني، وتجنيد كافة الإمكانيات لرفع الحصار نهائياً عن قطاع غزة. وشدد غنيم على أهمية وقف المناكفات السياسية على كافة المستويات، وكذلك سياسة تحميل المسؤولية المتبادلة من قبل الأطراف المتصارعة، والحرص على التعامل بمسؤولية مع واقع الشعب ومصالحه ومستقبله، وأهمية التوجه بإرادة وطنية صادقة لتطبيق اتفاق الدوحة الأخير، والتعامل مع الإنسان الفلسطيني باعتباره هدفاً وغاية وليس وسيلة لتحقيق مصالح أو أجندات هنا أو هناك.



وأكد غنيم ضرورة أن تتحمل كافة القوى السياسية الفلسطينية مسؤولياتها تجاه هذه الحالة المأساوية، التي يشهدها قطاع غزة، باعتبارها الطليعة السياسية التي يجب أن تقود الجماهير للدفاع عن مصالحها، مشيراً إلى أن حزبه يجرى العديد من الاتصالات من أجل التفاعل مع الحالة القائمة، بما يضمن توجيه رسائل شعبية ضاغطة إلى كافة الجهات الداخلية والخارجية من أجل إنهاء حالة الانقسام، ومعالجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها المواطنون في قطاع غزة، وكذلك العمل على رفع الحصار الإسرائيلي، مع الحرص على استمرار تحميل إسرائيل المسؤولية عن جرائم احتلالها أمام العالم، والتأكيد على أن قطاع غزة جزء من الوطن المحتل، ولا يمكن القبول أو التفاعل مع أي إجراءات تكرس واقع انفصاله، أو تعفي الاحتلال الإسرائيلي من تحمل مسؤولياته المباشرة عن معاناة أبنائه.