ابو رياض بركة سنديانة فلسطينية بقلم:عباس الجمعة

شهدنا وما زلنا نشهد شخصيات لمعوا في سماء فلسطين فكانوا وسيبقوا رمزا لكل فلسطيني بل لكل انسان في بقاع الارض ..قدموا تضحيات هائلة ما زالت باقيه لتشهد بانهم كانوا اسطوره في تاريخنا الفلسطيني والعربي..لنبحر معا ونكرمهم افضل تكريم وندون عنهم كل ما نعرفه عن هؤلاء الذين يستحقون منا وبجداره ان نبحر في السفينه التي ستوصلنا الى التذكير بجميع ما شهد التاريخ من ابداع وروح وطنيه عاليه
يسجل للماضل الفلسطيني العربي محمود بركة " ابو رياض" عضو المجلس الوطني الفلسطيني واحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ورفيق درب الشهيد القائد شفيق الحوت ذكرياته، ويبدأ منذ النكبة وخروجه من فلسطين عام 1948، حيث انتمى لجركة القوميين العرب وبعدها لمنظمة التحرير الفلسطينية وشارك في حضور المجلس الوطني بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، وتحمل مشقات العمل الوطني والقومي .
يمكننا أن نتخيل مدى التصاق المناضل الكبير ابو رياض بركة منذ مطلع شبابه بالهم الوطني وانخراطه في العمل السياسي والنقابي، بعد أن تجرع مرارة النكبة استقر مع أسرته في لبنان وعمل مدرسا في الأنروا في مخيم برج الشمالي،ونتيجة عمله الوطني ترك التدريس ،وعمل على تأسيس اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية في لبنان،وبقي في جيش التحرير الفلسطيني المقاومة الشعبية وامين سر اللجنة الشعبية لمخيم البرج الشمالي اضافة الى عضويته في المجلس الوطني الفلسطيني، وتابه مهماته بدون اي كلل او ملل ، فكان دائما في خدمة الشعب ، وكام دائما يتطلع الى العلاقات الممتزة مع الجوار ، حيث شكل نموذج للمناضل ، وشكلت مواقفه كل الاحترام والتقدير من قبل الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني وحاز على احترام الجميع .
الآن بلغ أبو رياض بركة ثمانين عاما، وفي شيخوخته الجليلة مازال يحث الخطى في السير نحو فلسطين،وهو مثل زيتونة شامخة،وهو أحد آبائنا، وأحد مناضلينا الكبار،حزيناً لبعده عن وطنه،يحلم بالعودة، ويكاد يكون جسده النحيل حاملاً لأحزان النكبة والمنفى،يناجي وطناً،يناجي الذاكرة ونحن نعيش معه اليوم طقس التذكر والذاكرة، وببساطة ترى الآمل في وجهه وتعزيز الثقة بالنضال والعمل، فكان تكريمه قبل سنة من حزب الله ومن ثم اللجنة الشعبية في محيم البرج الشمالي ،حيث القى كلمة دعا فيها الأجيال المتلاحقة لبذل المزيد من التضحية والعطاء والتمسك بالحقوق الوطنية والقومية،غير القابلة للتصرف واستمرار النضال مهما طال الزمان لتحرير كل ذرة من تراب الوطن المقدس واعتماد سبل المقاومة ، وشدد على ضرورة المحبة والتسامح بين ابناء المخيم .
يدهشك ابو رياض بركة بصورة الإيمان الراسخ بحتمية الانتصار،مهما كانت الصعاب، وهو المؤمن بقدرة شعبه على الصمود والثبات والاستمرار، يرسخ لدينا قيمة الوعي وميراث الذاكرة عبر هتافه الهادئ وكأنها وصيته ،لتبقى الجماهير داخل فلسطين وفي اماكن الشتات تردد بثقة وإيمان عهد الولاء والوفاء للارض والقضية وحق العودة والسير على طريق القادة والمناضلين الشهداء.
تحية للاخ المناضل ابو رياض بركة ،وتحية لكل المناضلين الفلسطينين والعرب الذين يواصلون درب النضال من اجل الحرية والاستقلال .
العضو القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية