نابلس: مؤتمر الفن والتراث الشعبي يدعو للحفاظ على التراث بكافة الوسائل

نابلس: مؤتمر الفن والتراث الشعبي يدعو للحفاظ على التراث بكافة الوسائل
أوصى المشاركون في 'مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الثاني: واقع وتحديات' بجمع المأثورات القولية والأزجال الفلسطينية ونسخها وتخصيص قسم لها في متحف التراث. كما أوصوا، خلال المؤتمر الذي نظمته كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية اليوم الأربعاء، وحضرته وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، بتوظيف النصوص بطريقة تعكس صدق التواصل مع الأجيال القادمة، وتشجيع البحث في موضوع التراث باللغات العالمية، وتحديداً الانجليزية لقدرتها على إيصال الصوت الشعبي وفننا لجميع العالم، ونشرها عبر الانترنت وفتح مواقع الكترونية خاصة بالتراث الشعبي الفلسطيني.
ودعوا إلى تشجيع إعادة ترميم البيوت القديمة والمضافة تحديداً، والاهتمام بتدريس التراث الشعبي ابتداء من مراحل الدراسة الأساسية الأولى لترسيخه في ثقافة النشء مع التركيز على فلسطينيي الشتات، والاهتمام بالآلات الموسيقية والأدوات التراثية.
وأكد المؤتمرون أهمية دعم الصناعات والحرف اليدوية خوفا من اندثارها، وتوعية وتدريب العازفين والمستخدمين وأرباب الصناعات الموسيقية الشعبية من خلال عقد ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة، وتفعيل ثقافة الموسيقى الشعبية في أوساط النشء، إقامة مهرجانات خاصة يقدم فيها الإبداع الفن التاريخي الفلسطيني، العمل على توسيع قاعدة الأبحاث العلمية التراثية والفنية وتشجيع الباحثين للعمل بها، التأكيد على ضرورة عقد المؤتمر في كل عام لتبادل محاور معينة تخدم الفن والتراث الفلسطيني.
وعقدت كلية الفنون الجميلة المؤتمر في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز لمناسبة يوم التراث الفلسطيني الذي صادف السابع من شهر تشرين اول.
وقال د. يحيى جبر، في كلمة اللجنة التحضيرية، إنه لكي لا تمحى الذاكرة، ولكي لا يستحكم الاستلاب فيطال القيم والثوابت التي تُرسي قواعدها، كان لا بد من انعقاد هذا المؤتمر وأمثاله في كل الحواضر الفلسطينية، ليس بكاء على أطلال درست، ولا على إرث تجاوزه الزمان، بل حرصا على التواصل الحضاري مع الجذور، لنحقق بذلك انتماءاً صريحاً، ونهجا صحيحا، نقاوم به العدو من نوع مختلف.

ثم ألقى عميد كلية الفنون كلمة د. حسن نعيرات كلمة قال فيها إن الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني والحفاظ عليه يعد واجباً ثقافياً وحضارياً والتزاماً أخلاقياً وإنسانياً، من أجل ترسيخ الهويةِ الوطنية. بدوره وأشار رئيس الجامعة د. رامي حمد الله إلى أن التراث يشكل هوية وثقافة الأمة، وقد كثر الكلام والتأليف حوله، وكانت المنطقة العربية وفلسطين خاصة أرضاً لتراث كثير من الأمم لموقعها في قلب العالم القديم الذي شكل مهداً لحضارات الأمم على مرور الزمان مما جعلها هدفاً لكثير من الصراعات والحروب مما يؤثر على تراثها ويفرض على الجميع زيادة الاهتمام بالتراث وحمايته أثناء النزاعات.
وأضاف أن عناصر ومظاهر التراث يمكن أيضاً أن تكون ثروة اقتصادية لجلب السياح من مختلف بقاع العالم. وقال إن الجميع مسؤول عن الحفاظ على التراث، بل نقل صورته الناصعة سواءً بطرق الإعلام أو النشرات أو الصور لنجعل الاهتمام العالمي أكثر مما يساعد في الحفاظ عليه.
وقالت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي إن الوزارة حرصت في يوم التراثِ الفلسطيني على إطلاق السجل الوطني للتراث الشفاهي، والبدءِ بترميمِ متحفِ الصورة في البلدة القديمة من بير زيت، ليكون مرجعاً للأجيال ليحفظ الذاكرة ويعزز هويتنا الوطنية والقومية؛ نجمع من خلاله الحِكَمَ والحكايات الشعبية لنأصل الخصوصية الكيانية لشعبنا على هذه الأرض سواء من خلل المحافظة على الحرف التقليدية وخبرات الفن التشكيلي وشتى تعبيرات الفولكلور المحلي وكذلك حفظ تراث الأنشطة الزراعية والصيد والرعي والأكلات الغذائية الشعبية في مختلف مناطق البلاد.
من جهته، تحدث ممثل شركة الاتصالات الفلسطينية راعية المؤتمر سليمان أبو حجلة، عن أهمية التراث الفلسطيني.
وجرى خلال الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي عن التراث الفلسطيني، وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح معرض الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الذي شاركت فيه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وركن المرأة في بلدية نابلس، وبيت الأنتيكا وبيت الصداقة الفلسطيني ومركز المطرزات ودائرة العمل النسوي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومشروع طوارىء الوكالة/ بلدية نابلس، كما تم تنظيم زيارة للمشاركين في المؤتمر لمتحف النجاح للتراث الشعبي ولبازار كلية الفنون الجميلة.
واشتمل المؤتمر على جلستين رئيسيتين، الأولى ترأسها د. يحيى جبر، وقدم فيها عبد العزيز أبو هدبا من جمعية إنعاش الأسرة ورقة عمل تحدث فيها عن التاريخ الفلسطيني المغنّى الحدث، الزمان، المكان، والإنسان (1929 – 1939 )، فيما قدم الدكتور معتصم عديله، أستاذ مشارك في علم الموسيقى العرقي في جامعة القدس، ورقة عمل بعنوان 'الخصائص اللحنية والإيقاعية للموروث الغنائي الشعبي في فلسطين ودوره في تجسيد الهوية الثقافية الموسيقية الفلسطينية. أما نادية البطمة من مركز حسن مصطفى الثقافي فتحدثت بورقة عمل حملت عنوان 'رموز الهوية في الأغنية الشعبية النسائية الريفية البتيرية، فيما قدم د. أحمد سليمان بشارات ورقة عمل 'أغاني الطفولة بين جمال اللفظ والمعنى'، وختم الجلسة الاولى نجيب صبري من مديرية التربية والتعليم في جنين بورقة عمل حول 'القصيد الزجلي في فلسطين'. كما شارك د. وليد أحمد السيد، دكتوراه في فلسفة العمارة، جامعة لندن ومدير مجموعة لونارد ودار معمار لأبحاث واستشارات العمارة والتراث بلندن بورقة عمل بعنوان 'التراث والهوية والعولمة، مقاربات نظرية أساسية' وذلك عبر تقنية الفيديو حيث لم يتمكن من الحضور إلى فلسطين.
أما الجلسة الثانية فقد تولى إدارتها د. يوسف ذياب مدير منطقة نابلس التعليمية في جامعة القدس المفتوحة، وقدم فيها عمر عبد الرحمن نمر رئيس قسم العلاقات العامة في التربية والتعليم في قباطية، ورقة بعنوان 'المضامين العائلية في الأغنية النسائية الفلسطينية'، كما قدم د. إدريس محمد صقر جرادات من مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير بمدينة الخليل ورقة عمل 'الأدوات والآلات الموسيقية الشعبية من متطلبات الحياة الترفيهية الفلسطينية ودورها في تجسيد الهوية الوطنية- دراسة ميدانية'، أما كمال زيدان رئيس قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية فتناول في ورقة عمل له 'لرمز في الفن الفلسطيني التقليدي والمعاصر'، وختم الجلسة الثانية من المؤتمر د. جبر خضر البيتاوي أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة النّجاح بورقة عمل 'التصوير والنحت من منظور إسلامي'.
وخصصت بعد المؤتمر جلسة نقاش بين الحضور والمشاركين دارت حول مواضيع تتعلق بالتراث الوطني الفلسطيني.
ونظمت الكلية في مسرح المرحوم حكمت المصري أمسية تراثية فنية شارك فيها مجموعة من الفرق الفنية الشعبية الفلسطينية، وختمت الأمسية فرقة جامعة النجاح للفنون الشعبية بالعديد من العروض.
ــ
ب.أ