افتتاح مؤتمر منتدى فلسطين الدولي للأعمال الخامس

أطلق منتدى فلسطين الدولي للأعمال، فعاليات مؤتمره السنوي الخامس من العاصمة السويدية ستوكهولم، بمشاركة ما يقارب عن مئة ممثل عن القطاع الخاص، العام، ومؤسسات المجتمع المدني، من السويد والمنطقة، بهدف تسليط الضوء على عدد من المواضيع التي من شأنها تطوير بيئة الأعمال والاقتصاد الفلسطيني.

وبدأت أجندة الحدث، بكلمة لرئيس مجلس إدارة المنتدى، سمير حليلة، قائلا: 'لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، ونحن كرجال أعمال واقتصاديين يمكننا تحقيق التغير عبر تركيزنا على أفضل ما نقوم به وهو الاستثمار وخلق فرص عمل من أجل تنمية المجتمع والاقتصاد'.

وأضاف: 'لقد شهد الاقتصاد تطوراً هاماً بالآونة الأخيرة وسجل نسبة ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 8-8.5%، الأمر الذي يعود بالأساس للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الفلسطينية حالياً، من خلال التأكيد على سيادة القانون، الحوكمة، الشفافية، والحكم الرشيد، التي أكد عليها الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، د. سلام فياض في العديد من المحاور والخطط العملية'.

وتابع: إن 'قدرة تطور الاقتصاد الفلسطيني الفعلية في حال زوال الاحتلال الإسرائيلي قد تصل لنسبة 30-30.5% الأمر الذي نسعى لتحقيقيه، ونؤكد أن زوال الاحتلال، وإنهاء الحصار، وضمان حرية تنقل الأفراد والبضائع هو أساس التنمية المستدامة للاقتصاد الفلسطيني'.

وأشاد بالدور الاستراتيجي الذي يلعبه المجتمع الدولي عبر الدعم المادي الذي يقدمه للعديد من المشاريع التي من شأنها تشكيل النواة الحقيقية للاقتصاد الفلسطيني.

بدوره، أكد وكيل وزارة الخارجية السويدية للشؤون التجارية أندريش أنليدن أهمية وجود سلام في منطقة الشرق الأوسط وأهمية وجود الدولة الفلسطينية على حدود حزيران 1967 من أجل تحقيق الاستقرار لجميع الأطراف وتحسين مستوى معيشة الفرد على أرض الواقع.

وجدد التزام الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل نهائي للنزاع بالمنطقة، وطالب إسرائيل برفع فوري للحصار عن قطاع غزة ووقف بناء المستوطنات، وأكد التزام السويد على عدم السماح لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية دخول أراضيها.

وأضاف: 'نحن نطمح لأن نكون أداة لتحفيز وتطوير القطاع الخاص الفلسطيني ليتماشى مع أعلى المعايير العالمية، الأمر الذي سيتحقق أولاً عبر تحفيز مبادئ التجارة الحرة، وضمان حرية الأفراد والبضائع'.


من جانبها، قدمت المستشارة في مجال تطوير الرؤى الإستراتيجية للأعمال آن كاجر، عرضا حول أهمية الفرد في خلق التغيير، وأهمية وجود شركات ومؤسسات اقتصادية تنظر للفرد على أنه أساس عملها كمنتج ومتلقي من أجل خلق بيئة اقتصادية عالمية مسؤولة ومستدامة.

وأكدت ضرورة النظر للأمور الاقتصادية والاجتماعية من منظور عام لوضع خطط طويلة المدى للتماشي مع العالم سريع التغير، الذي نعيش به اليوم وأهمية إتباع الشفافية في كل الجوانب من أجل الرقي بأخلاقيات العمل.

واستكمل اليوم الأول فعالياته بكلمة للدكتور جهاد الوزير، محافظ سلطة النقد الذي أكد على أن القطاع البنكي يواجه الكثير من التحديات نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا القطاع قد سجل أيضا العديد من قصص النجاح الاستثنائية عبر التخطيط المستمر وتوقع الأحداث السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على القطاع البنكي الفلسطيني ووضع خطط عملية من أجل التماشي مع الظروف الراهنة.

وأشار إلى 'أن التطور الاقتصادي قد يكون شبه مستحيل تحت الاحتلال، إلا أننا أصبحنا نعي كيف نجد أدوات للتماشي مع التحديات التي نعيش كفلسطينيين لننطلق بعدها ونسجل قصص نجاح عالمية'.

وشمل البرنامج عرضا قدمه عضو غرفة التجارية العالمية (ICC) أورن شاحور، حول مشروع إنشاء مركز تحكيم تجاري بالقدس الشرقية من أجل حل النزاعات التي لا تستطيع المحاكم الإسرائيلية أو الفلسطينية حلها.

وقال: 'يمثل مركز القدس للتحكيم أداة ومرجعية مهمة في خلق تواصل من أجل ضمان حقوق العديد من المنشآت التجارية والتي لا يمكنها أن تلجأ اليوم لأي طرف لحل إشكالية معينة بسبب عدم وجود وضوح تام في صلاحيات المحاكم الإسرائيلية والفلسطينية في حل النزاعات المشتركة'. علما أن هذه المبادرة تأتي بالتعاون مع غرفة التجارة العالمية وبالتنسيق مع وزارتي العدل الفلسطينية والإسرائيلية.

وعرضت ممثلة شركة تيترا باك السويدية للأغذية كاترينا أركسون، مشروع 'كوب الحليب الوطني' الذي يأتي بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي، ووزارة الزراعة ويندرج ضمن الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم 2008- 2012 التابعة لوزارة التربية والتعليم.

وقالت: إن المشروع يطمح وبالتنسيق مع منتجي الألبان والأجبان الفلسطينية، لتوفير كميات الحليب الأساسية لأكثر من 48 ألف طالب في المدارس الحكومية على مدار الخمس أعوام القادمة للتغلب على مشاكل التغذية التي يعاني منها العديد من الأطفال في مناطق متعددة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة لخلق العديد من فرص العمل، والتعاون مع منتجي الألبان والأجبان الفلسطينيين من أجل تسويق منتجاتهم والاستفادة من قدراتهم الإنتاجية التي لا يستوعبها السوق الفلسطيني حاليا.

وشمل برنامج اليوم الأول عرض لثلاث مبادرات فردية غير تابعة لمنتدى فلسطين الدولي للأعمال، تم طرحها من أجل تحفيز التفكير في سبل تطويرها.

وقدم يادن كوفمن مشروع صندوق خاص لدعم المشاريع الصغير والمتوسطة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في الضفة الغربية، ورؤية المشروع لوضع الأسس المطلوبة من أجل تطوير هذه المشاريع على مستوى توفير الأيدي العاملة والخبرات، التمويل، والمعرفة المطلوبة من أجل تطوير هذه المشاريع وخلق قصص نجاح اقتصادية تدعم المجتمع الفلسطيني.

وعرض المستشار السياحي والتجاري لمكتب مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط إيان سميث، مشروع 'ترويج السياحة في الأراضي المقدسة'، بهدف حث السياح لزيارة المواقع الأثرية والدينية في الضفة الغربية وإسرائيل على حد سواء، وأن لا يغطي البرنامج السياحي زيارات لمواقع إسرائيلية فقط.

واختتم اليوم الأول بعرض قدمته هبة درويش، مديرة العلاقات العامة في شركة فلسطين للتنمية والاستثمار- باديكو القابضة، حول أهمية ترويج الوجه الآخر لفلسطين رغم الواقع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي وتغيير الصور النمطية السلبية التي رسمها الإعلام العالمي حول الدمار، الحروب، والقتل وذلك عبر الترويج لقيم الشعب الفلسطيني وسعيه نحو الحرية والاستقلال وقصص النجاح والإبداع التي حققها في مختلف مجالات كالأدب والفن والثقافة والتعليم والاقتصاد.

وفي الكلمة الختامية لليوم الأول أشار أمرام شور، نائب رئيس مجلس إدارة منتدى فلسطين الدولي للأعمال: 'نحن نمثل رجال أعمال واقتصاديين ولسنا سياسيين؛ وباستطاعتنا بناء الجسر للسلام إن وجدت الإرادة الحقيقية والأمل'.

ومن الجدير بالذكر، أن منتدى فلسطين للأعمال كان قد أٌطلق عام 2005، بمبادرة وملكية سويدية تطمح لخلق شرق أوسط أكثر استقرارا ينعم بالرفاه الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعم القطاع الخاص الفلسطيني من أجل الرقي بالاقتصاد من خلال خلق مشاريع مستدامة تخدم المجتمع بشكل مستدام.

ــ