العالم يناقش التربية في فلسطين في المنتدى التربوي العالمي

العالم يناقش التربية في فلسطين في المنتدى التربوي العالمي
عشرات التربويون من مختلف أنحاء العالم حضروا إلى فلسطين للمشاركة في فعاليات المنتدى التربوي العالمي، الذي انطلقت أعماله، اليوم الخميس، في مختلف أرجاء العالم بالتزامن ومنها في فلسطين، التي أقيم فيها احتفالا مركزيا في مدينة رام الله، وآخر في مدينة غزة وثالث في قرية العراقيب بالنقب بأراض عام 1948.
قرابة 400 رجل تربوي حضروا إلى فلسطين ليناقشوا مسائل متعلقة بالتربية على المستوى العالم للمرة الأولى داخل فلسطين، وليلفتوا نظر العالم إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على احتضان هذه الفعاليات العالمية وأن يكون جزءا منها أيضا.
وقال د. علام جرار عضو اللجنة الوطنية للمنتدى لـ'وفا'، إن نجاح هذا المنتدى يؤكد أن شعبنا الفلسطيني قادر على المشاركة في خدمة البشرية من خلال احتضان مؤتمرات تربوية بهذا الحجم وأن يكون جزءا منها.
وأضاف جرار: إن المنتدى الاجتماعي العالمي تأسس قبل عقد من الزمن بهدف توفير إطار عمل للحركات الاجتماعية للتعاون فيما بينها من أجل الكفاح في وجه النظام العالمي الليبرالي الجديد وللبحث عن أنماط بديلة من أجل التنمية المستدامة، وتبنى المنتدى فكرة عقد منتدى تربوي عالمي في فلسطين في عام 2010، كمبادرة تهدف للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى توفير منبر للتفاعل العالمي وتبادل الخبرات بهدف الإسهام في جعل 'عالم آخر ممكن' بديلا للعالم القائم على الهيمنة والسيطرة والتسلط.
من جانبه، أكد عمر عساف الذي ألقى كلمة باسم المنتدى التربوي العالمي في احتفال إطلاق المنتدى الذي أعقب مسيرة جماهيرية جابت شوارع رام الله والبيرة، أنه جرى اختيار فلسطين مكانا لعقد المنتدى تعبيرا عن أحد مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني وجدارة نضاله من أجل الحرية والاستقلال ومناهضة العدوان الإسرائيلي على شعبنا وللضامن مع غزة ومن أجل كسر الحصار عنها.
وأضاف: جرى اختيار فلسطين أيضا لتقديم التجربة التربوية الفلسطينية الناجحة إلى العالم ولاستحضار التجارب العالمية التربوية إلى فلسطين للاحتفاء بقوم تأثير التعليم في تدعيم حركات الشعوب والمجموعات السكانية وكل ضحايا 'القهر المعولم'.
وقال: إن اللجنة الوطنية الفلسطينية تولت تنظيم المنتدى وتضم في عضويتها ائتلافات واتحادات وشبكات لمؤسسات اجتماعية وأهلية وتربوية وحملات مقاومة الجدار إلى جانب اللجنة الدولية الاستشارية للمنتدى الاجتماعي العالمي، والتي تضم في عضويتها مؤسسات وحركات اجتماعية وتربوية عالمية.
ووجه عساف تحية إلى أعضاء المنتدى أمير مخول من جمعية 'اتجاه' لعرب الـ48، المعتقل في سجون إسرائيل، كذلك لرئيس اتحاد المعلمين جميل شحادة الذي وفاته المنية قبل انطلاق المؤتمر.
من جانبها، عبرت ممثلة اللجنة الدولية للمنتدى التربوي العالمي ميشلين تيبويو، عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في سعيه للتطور التربوي في مسيرته المتواصلة منذ سنوات للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، أكد ممثل القوى الوطنية والإسلامية واصل أبو يوسف، في كلمه له في افتتاح فعاليات المؤتمر، أنه كل من قدموا من خارج فلسطين للمشاركة في أعمال المؤتمر والتضامن مع شعبنا الفلسطيني هم أبطال حرية، يرفضون الاحتلال والحصار المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد أبو يوسف أن الحصار المفروض حاليا على شعبنا سيتحول قريبا إلى حصار يفرض على الاحتلال بسبب سياساته العنصري التي ينفذها في الأرض الفلسطينية.
في ذات السياق، أكدت ممثلة المكلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي مويما ميراندا، القادمة من البرازيل للمشاركة في المنتدى أن الشعب الفلسطيني سينتصر قريبا على الاحتلال، لأنه شعب منظم وقادر على النهوض والعمل وخدمة البشرية رغم المعاناة التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي له.
وطالب د. مصطفى البرغوثي في كلمة ألقها نيابة عن مؤسسات المجتمع المدني، كل المتضامن في العالم بالطلب من دولهم الضغط على إسرائيل ونبذها على مستوى العالم وحصارها لتوم بإنهاء نظام التمييز العنصري الذي تنفيذه في فلسطين.
واستشهد البرغوثي بمقولات لنلسون مانديلا الزعيم الجنوب أفريقي الذي انتصر على نظام التمييز العنصري، وبكلمات لرئيس بلدية الناصرة السابق توفيق زيات الذي قال: إن شعب الفلسطيني في مختلف أمكان تواجده هو شعب واحد وسينتصر على الاحتلال.
وركزت انتصار الوزير في كلمة ألقتها باسم الاتحاد العام للمرأة، على دور المرأة الفلسطينية وتضحياتها، وأكدت أن الشعب الفلسطيني يخوض حربا غير متوازية مع جيش مدجج بالسلاح، وأنه مقابل العولمة التي تعتمد على الاستحواذ على الآخر وتهميشه وطمسه يوجد لدينا عولمة شعبية مضادة في فلسطين، تشارك فيها مختلف شعوب العالم ضد جدار الفصل العنصري والاستيطان.
أضافت الوزير: إن المرأة نزلت مبكرا للدفاع عن شعبها واكتساب حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ودفعت فاتورة كبيرة في المقاومة إذ يوجد 500 شهيدة من النساء وألف معتقل لا تزال 40 منهن حتى اللحظة في سجون الاحتلال.
وقالت: إن الإرادة السياسية للرئيس محمود عباس دفعت المرأة لتكون ممثلة بشكل كبير في الحكومة والمجلس التشريعي والبلديات ومجلس الحكم المحلي، وأن سياسة الرئيس عززت مكانة المرأة ودعم دورها.
بعد ذلك ألقى بيير بوديت ممثل مؤسسة بدائل عالمية كلمة تحدث فيها، عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ثم ألقى حمودة صبحي كلمة الحركة الاجتماعية العربية.
وسبق انطلاق أعمال المؤتمر مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين والعشرات من التربويين العالمين، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل الفلسطينية بينها فتح، وقدر مراقبون عدد المشاركين في المسيرة التي وصلت إلى قصر الثقافة بمدينة رام الله قرابة 10 آلاف مشارك.
ـــ