ياللعار مخيماتنا في لبنان أصبحت مكب للزبالةوالظلم والاستبداد
بقلم/ سليم شراب
اللاجئون الفلسطينيون عنوان بارز ومهم من عناوين قضيتنا الفلسطينية العادلة , كما يحتلون حيزا محترما من تفكير وضمير كافة أطياف وألوان الشعب الفلسطيني, وضوء أحمر لايستطيع أحد تجاوزه
لذلك ألفت نظر الجميع أن مايتعرض له اللاجئ الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في بعض الدول العربية وبالتحديد في لبنان, من مشاكل اقتصادية, واجتماعية, وإنسانية , حيث حالات الفقر الشديد فيهم الأعلى في كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة, فهذا سيؤدى إلى انفجار قادم ,ضد هذا الظلم الذي يتعرضون له , هناك آلاف الأسر الممنوعة من العمل في لبنان بموجب القرار 1/289 لسنة 1982, والمعروف أن قانون العمل اللبناني , يعطى لمن يحصل على موافقة مسبقة بالعمل حق الإقامة , إلا أن اللاجئ الفلسطيني صاحب الإقامة القانونية حتى ولو كانت مؤقتة يحرم من العمل بلبنان , المتعارف عليه دوليا أن تقوم الدول , بمنح أصحاب الاقامات الشرعية من غير مواطنيها , حق العمل كل وفق مؤهلاته , وهذا الحق بالعمل يمنح ليس لأسباب اقتصادية وقانونية فقط , بل أيضا لأسباب إنسانية , تجعل للاجئ المقيم , اعتبارا وقيمة إنسانية , واجتماعية , يطمئن بها لمستقبله ومستقبل أولاده وقوتهم , وممنوعين من التملك بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء اللبناني في 31/ 3/ 2001 , في حين تكتظ مدارسهم بالطلبة, كذلك الطلبة المتفوقين بالثانوية العامة , والحاصلين على معدلات عالية فوق 90 يحرموا من المنح الدراسية في الجامعات اللبنانية والعربية , وتردى أوضاعهم الصحية باستمرار, لعدم توفير العلاج اللازم لهم .
قبل أيام قليلة كنت أتابع برنامجا على الهواء مباشر, على القناة التركية الناطقة بالعربية , مع احترام وتقديري لكل العاملين فيها .
كان البرنامج يناقش أوضاع المخيمات في لبنان , وضيوفه كانوا من السياسيين والمثقفين الفلسطينيين وعدد من سكان المخيم كل ذلك جميل ومقبول , ولكن الشيء القبيح وغير المقبول هو الخلفية التي كانت خلف الضيوف , وهى عبارة عن مكب للزبالة وبعض أنقاض البيوت المدمرة , يلعب عليها بعض الأطفال والصبية من سكان المخيم , حتى كانوا بعض الأحيان يشوشون على المتحدثين فى البرنامج , عندما كانوا يصدرون اصواتا قوية , وهم يطرقون على مكبات الزبالة , كأنهم بطريقة غير مباشرة يقولون نحن هنا بشر هل من مستغيث لنا والتعليق في النهاية لكم .
ياللعار المخيمات التي كانت ومازالت عوامل تثوير واستنهاض وبؤر تحريض وخلايا مقاومة ضد كل أشكال القمع والاضطهاد وكل مشاريع التصفية غير العادلة , وكل محاولات الضم أو الإلحاق أو التوطين
.وشكلت على امتداد ستة عقود من تاريخها مادة حية للعمل السياسي والجماهيري الوطني ,وزودت المقاومة الفلسطينية منذ نشوئها بالدماء الدافقة الشابة عسكريا, والعقول المبدعة الخلاقة سياسيا .
ليعلم القاصي والداني إن المخيمات الفلسطينية , هو أول من حمل أبنائها السلاح , للدفاع عن شرف الأمة العربية كلها فتحولت إلى ثكنات عسكرية للمقاومة وشدت لحمتها وآزرتها ورأت فيها خشبة الخلاص من هذا الضياع القاتل في هذه التيه الكبير.
هذه المخيمات , هي نفسها التي شمرت عن سواعدها وقدحت زناد تفكيرها وراحت تبنى شعوبا عربية من المحيط إلى الخليج, وخاصة دول الخليج العربي الذي لم يرحل عنها الاستعمار إلا مع مطلع السبعينات , هذه المخيمات تفاعلت مع الهم العربي والفكر العربي , ومدت يدها لكل القادة العرب الذين رفعوا آنذاك شعارات تحرير فلسطين بعد انقلاباتهم العسكرية البيضاء منها والدامية .
هي نفسها المخيمات التي هبت للدفاع عن جنوب لبنان عندما تعرض للغزو الصهيوني عام 1982 , على الرغم مما أصابها في الحرب الأهلية اللبنانية التي تفجرت في العام 1975 , والأحداث الدامية في العام 1976 عندما تم تدمير مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا ومحوهما من الوجود على أيدا قوات عربية شقيقة للأسف. .
إلى هذا الحد يصل الأمر أن تصحب المخيمات مكب للزبالة , ومكان للظلم والاستبداد .