أبو العردات مسؤول ساحة لبنان، أبو العينين لملف اللاجئين والمقدح بلا «حقيبة» التشكيلات الجديدة داخل «فتح»: إرباك داخلي وألغام «خارجية»

دخل تنظيم حركة «فتح» في لبنان في مرحلة ضبابية وحرجة للغاية، بعدما بات هذا التنظيم السياسي والنضالي الفلسطيني العريق يعيش في ظل أزمة شديدة التعقيد إثر صدور النسخة الجديدة من التشكيلات المتعلقة بقيادة «فتح» على الساحة اللبنانية.
وقد أعادت هذه التشكلية، بصيغتها المعدلة، الاعتبار إلى عضو اللجنة المركزية للحركة ومسؤول «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية السابق في لبنان سلطان أبو العينين. وذلك بعدما أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قراراً رئاسياً قضى بتعيين أبو العينين مستشاراً لأبي مازن، وفي الوقت نفسه، رفّع رتبته ومنحه ترقية وسلّمه ملف شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والشتات، وهو أرفع منصب لأي مسؤول فلسطيني، مع العلم بأن خبر تنحية أبو العينين من منصبه، على الساحة اللبنانية، لم يجف حبره بعد من خلال إقالته أو دفعه لتقديم استقالته من منصبه كمسؤول أول لساحة لبنان في أواخر شباط الماضي.
وتؤكد مصادر مطلعة أن هذا الإجراء تم بعد ضغط وتدخل مباشرين من المسؤولين عن ملف لبنان، محمد دحلان وتوفيق الطيراوي، وذلك كي لا يخرج أبو العينين، وما يمثل داخل اللجنة المركزية لـ«فتح»، مهزوماً من ساحة لبنان. بل يتردد في أوساط «فتح» أن أبو العينين لن يخرج من لبنان إلا بعد توقيع أبو مازن على التشكلية الجديدة التي رفعها هو، ووافق عليها مع الطيراوي ودحلان.
لكن، ما هي تداعيات القرارت الأخيرة على واقع «فتح» في المخيمات، وعلى الوضع الفلسطيني برمته، وعلى العلاقات مع الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية، ناهيك بالجهة الإقليمية المعنية؟
تخشى المصادر أن يكون قرار تكليف أبو العينين بهذا المنصب الكبير يحمل في طياته رسائل إلى دولة إقليمية معنية بملف اللاجئين وبالقضية الفلسطينية بشكل عام، كرد فعل فتحاوي على عدم استقبال أبو مازن أو إعطائه موعداً في عاصمة تلك الدولة حتى اللحظة، وذلك رغم ما أقدم عليه أبو مازن سابقاً من إقالة أبو العينين من منصبه، إضافة إلى ما يحمله قرار تكليف أبو العينين من تداعيات سلبية وتحدٍّ موجه مباشرة الى الدولة اللبنانية التي لم تكن مرتاحة لتعاملها مع أبو العينين في السابق.
ويبقى السؤال: هل ستتعامل الدولة اللبنانية مع هذا القرار وهي التي كان لها رأي في إقالته من منصبه؟ وهل سيبصر هذا القرار النور لبنانياً أم سيقى غير قابل للصرف؟
تشير مصادر فلسطينية إلى أن هذا القرار يعني إبقاء ملف اللاجئين في لبنان بعهدة كل من توفيق الطيرواي ومحمد دحلان، بعدما كان قد أسند قبل أيام عدة الى المسؤول الفلسطيني جبريل رجوب، وأن هذا دليل قاطع على استمرار التجاذبات والتداعيات السياسية وربما الأمنية بين الدولة اللبنانية وقيادة «فتح» في لبنان.
وكشفت المصادر أن الرسالة التي كان قد نقلها رجوب من السلطة اللبنانية الى الرئيس الفلسطيني أبو مازن، قبل أكثر من أسبوعين، أي خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، لم يكن مضمونها مريحاً لأبي مازن، وتتعلق في جوانب منها بوضع «فتح» في المخيمات.
وتوقفت المصادر عند ما تضمنته التشكيلة الجديدة التي أبقت على فتحي أبو العردات مسؤولاً لـ«فتح» والمنظمة في لبنان. لكن مصادر فتحاوية مقربة من أبو العردات أشارت إلى أنه مستاء وأنه فوجئ بهذه التشكلية، وتساءلت المصادر نفسها: كيف يريدون من أبو العردات أن ينجح في مهمته وكل هذه الألغام تزرع في طريقه من إجل إفشاله؟
وقد ترأس أبو العردات، أمس الأول، اجتماعاً موسعاً لقيادة «فتح» في لبنان من أجل مناقشة الوضع داخل الحركة، وإبلاغ الأعضاء بالتعيينات الجديدة، وانعكاساتها على مجمل الوضع الفلسطيني في لبنان وليس على وضع «فتح» وحسب.
يذكر أن التشكيلة الجديدة خلعت منير المقدح من منصبه في قيادة الكفاح المسلح، وأعفته من أي منصب او مسؤولية، وعينت مكانه المسؤول الفلسطيني أحمد الصالح قائداً للكفاح المسلح.
ويتردد في مخيم عين الحلوة أن السلطة الفلسطينية عرضت على المقدح أن يلزم منزله في المخيم، أو المغادرة، واختيار أي دولة او سفارة فلسطينية في الخارج للإقامة فيها. ونقل عن المقدح قوله أمام حشد من أنصاره: «من يُرد تطبيق هذه القرارت فليطبقها، أما أنا فهذا مخيمي، ولن أخرج منه، وسأبقى صامداً فيه، ولن أترك فتح مهما حصل». ويبقى السؤال: هل يقدم المقدح على حركة ما ضمن «فتح»، تعيد الاعتبار لوضعه، كما فعل قبل أكثر من عشرة أعوام حين قاد انتفاضة داخل الحركة وسيطر على العديد من مكاتبها؟
كما تضمنت التشكلية الجديدة تعيين محمود عبد الحميد عيسى «اللينو» قائداً لمنطقة صيدا، وخالد عارف أميناً لسر تنظيم «فتح» في لبنان، وغيرهما في منصب عدة على صعيد لبنان.
وقد خلّفت هذه التشكيلة الجديدة إرباكاً على الساحة اللبنانية، عبّر عنه رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري بدخوله المفاجئ إلى مخيم عين الحلوة قبل أيام ولقائه القوى الإسلامية. إذ يتردد أنه نقل إليها رسالة طمأنة في محاولة لابقائها على الحياد وعدم تورطها في اي خلاف مستقبلاً. كما أكد البزري، خلال اللقاء الذي جمعه مع منير المقدح، على أهمية دور المقدح في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيم، وضرورة الإبقاء على الصيغ واللجان المشتركة الأمنية والسياسية.

» مسؤول "فتح" في لبنان سلطان أبو العينين: جهات خارجية تسعى الى تصدير اصوليين الى المخيمات
» الرئيس الفلسطيني أصدر التشكيلات العسكرية والتنظيمية داخل فتح في لبنان
» أبو العردات يخلف أبو العينين في أمانة سر حركة "فتح" في لبنان
» عزام الأحمد غادر لاطلاع الرئيس <أبو مازن> أبو العينين توجه إلى رام الله لتسلم ملف اللاجئين
» «أبو مازن» يعيد تنظيم أوضاع «فتح» في الساحة اللبنانية:أبو العردات يتسلّم مهامه وأبو العينين انتهت صلاحياته