إيطاليا تقدم الدفعة الأولى من هبتها لإعمار مخيم نهر البارد

أعلنت السفارة الإيطالية لدى لبنان، اليوم الاثنين، عن تقديمها الدفعة الأولى من الهبة الإيطالية المقرر لإعادة إعمار مخيم نهر البارد بقيمة 5 ملايين يورو.

ويستفيد من الهبة الإيطالية 495 عائلة، وتم تسليم عشرة شيكات لعشر عائلات، على أن يتم صرف باقي الشيكات بعد غد الأربعاء، من خلال منظمة التحرير الفلسطينية و'الأونروا' واللجان الفلسطينية.

وتوجه ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير عبد الله عبد الله، خلال الحفل الذي أقيم في المخيم بعنوان 'إطلاق العمل بمشروع إعادة التأهيل وترميم المنطقة المحيطة بمخيم نهر البارد'، بالشكر لإيطاليا حكومة وشعبا على ما قدمته وتقدمه لأهلنا في لبنان وفلسطين.

وقال: 'نحن معا لنضع على الخارطة ما هي الاحتياجات التي خلفتها جريمة تدمير مخيم نهر البارد، من عناصر لم تكن تريد الخير لا للبنان ولا لفلسطين، وإن احترام القانون اللبناني هو من صلب اهتمامانا والتزامنا، ولن نندم على ما قدمناه من أجل تأكيدنا على حرصنا على سيادة لبنان واحترام قوانينه'.

وأضاف 'أن شعبنا ضيف مؤقت في لبنان، ونتوقع أن تساعدنا الحكومة اللبنانية والقوى اللبنانية المختلفة على اجتياز هذه الحقبة الصعبة بأقل الأضرار على الطرفين، ونقدر انفتاح الحكومة والسياسيين في لبنان على كل مطالبنا وسرعة الاستجابة لها بما يخدم لبنان وأبناء شعبنا'.

وأعرب عن شكره للحكومة اللبنانية على توقيع قانون العمل الذي يتيح إصدار إذن عمل دون مقابل مادي، معتبرا إياها خطوة ايجابية ومهمة في الاتجاه الصحيح.

وأكد للحفل 'أن قيادتنا لن تتنازل أو تساوم أو تتهاون في حق شعبنا، ولن نترك حجرا دون أن نقلبه، رغم كل المعاناة والتقصير لا يمكن أن نتأخر برفع مطالبنا وحقوقنا على كل المستويات'.

ودعا عبد الله الدول المانحة إلى منح المزيد من الأموال لتغطية كل نفقات إعمار المخيم، للانتهاء من عملية الإعمار خلال عامين لا أكثر.

بدوره، أعرب السفير الإيطالي جوزيبي مورابيتو عن سروره بمشاركة دولته في إعمار المخيم، من خلال مساهمتها بمبلغ مليون يورو إلى منظمة الأونروا، و5 ملايين يورو للحكومة اللبنانية، لافتا إلى أن إيطاليا تدعم دائما القضايا الإنسانية وخصوصا الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن دولته كانت داعمة للمخيم قبل عام 2007 بهدف سد حاجات الفلسطينيين والمشاركة في دعم قطاعي الصحة والتربية، مشيدا بالدور الذي تلعبه المنظمات الإيطالية غير الحكومية التي تعمل دائما على تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين.

وقال: 'سنمنح اليوم أول 10 مستفيدين لتصليح منازلهم على أن يتم دفع الشيكات المتبقية بعد يوم غد، ونعتبر أن هذه العملية التقنية تؤدي إلى النمو الاقتصادي والاجتماعي لأنها منطقة تحتاج إلى إعادة بناء، من خلال شبكة التضامن مع إعادة تنظيمها لتخلق فرصا جديدة، إضافة إلى اعتباره تحديا جديدا نواجهه في هذه المنطقة، لكن بالعمل سويا يمكننا أن نؤمن مستقبلا أفضل للشعب الفلسطيني'.

من جانبه، قال رئيس هيئة الصندوق المركزي للمهجرين المهندس فادي عرموني إن هذه الخطوة تضع مشروع تأهيل وترميم الأبنية الممول من الهبة الإيطالية على سكة الأشغال الميدانية، والتصميم على تسيير المشروع بشكل أسرع مما هو مرسوم له بمدة لا تتعدى السنة الكاملة.

وأضاف: 'إننا اليوم نبدأ بصرف المساعدات لحوالي 500 وحدة سكنية من أصل 605 وحدات، التي تتراوح قيمتها بـ 256851 يورو'، مشيرا إلى المائة وحدة التي لم تطلها الأعمال.

ولفت إلى أنهم يعملون على التنسيق مع الجهات المعنية بالمسائل العقارية، ووزارة الطاقة والمياه، والجيش اللبناني على تهيئة الظروف المؤاتية للبدء بصرف المساعدات العائدة لها، منوها إلى أن العمل على الوحدات المتبقية من المشروع الأساسي جار وتبلغ 171 وحدة سكنية.

وأكد عرموني أن 'حقوق أصحاب الوحدات التي قاموا بترميمها، سيحصلون على الدفعة الأولى على أن ينالوا الدفعة الثانية تباعا'.

وأعلن أن الصندوق المركزي للمهجرين ومجلس الإنماء والأعمار 'ملتزمان بتحويل الأموال إلى المستفيدين خلال مدة عشرين يوما'، مبينا أن هناك اتجاها يقضي بدرس الهبة الفائضة لترميم الوحدات الإجمالية، إضافة إلى وحدات متضررة جديدة مع إمكانية توسيع رقعة المشروع وذلك بناء على رغبة الجهة الإيطالية المانحة.

وفي نهاية الحفل، سلم السفير مورابيتو عشرة شيكات للمستفيدين على أن يستكمل صرف باقي الشيكات خلال يومين، حيث حصل على الهبة كل من: فتحية أحمد علاء الدين، وعسلة ذياب الحميد، ومهدي عبد الرحيم، وخالد عربية، وإكرام لطفي الحسين، وإبراهيم عبد الله الحاج محمد، وفتح قاسم ذيب، وأحمد محمد عبد الغني، وفهد كنعان، وفتحي ربيع.

وشارك في الاحتفال المدير العام للأونروا سيلفادوري لمباردو، والمستشار الفني لرئاسة الحكومة الدكتور ساطع ارناؤوط، وممثل مجلس الإنماء والإعمار المهندس فادي مطر، وكافة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمستفيدين.