هدم منازل المقدسيين سياسة إسرائيلية تتصاعد..

((اقتحم أفراد القوات الخاصة منزلنا دخلوا بلباسهم الأسود والأقنعة تغطي وجوههم عبر نوافذ المنزل اخذوا يصرخون فينا اخرجوا تعاملوا معنا كالحيوانات دفعونا خارج البيت وفي لحظات أصبحنا مشردين لا منزلا يؤوينا)).

بهذه الكلمات لخصت فتاة مقدسية المعاناة اليومية التي يواجهها المئات من سكان المدينة في إطار المسلسل الإسرائيلي المتواصل الهادف لتهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها عبر الإمعان في انتهاج سياسات هدم المنازل وحظر البناء وسحب الهويات.

وتعد سياسة هدم المنازل السكان المقدسيين نهج قديم تمكنت قوات الاحتلال من خلال انتهاجه طيلة سنوات من هدم مئات المنازل وتحويل سكانها إلى مشردين بلا مأوى بعضهم نصب خياما على مقربة من منازلهم التي هدمت ليقطنوا فيها وبعضهم دفعته ظروفه العائلية لاستئجار مسكن هنا أو هناك لكنهم جميعا عاشوا تفاصيل طردهم عنوة من منازلهم وذاقوا مرارة أن تجبرك قوات الاحتلال على هدم منزلك بيدك أو على الأقل أن تهدمه أمام نظرك.

مراسل النهار الإخبارية نزار المزين في سياق التقرير التالي يسلط الضوء على سياسة التطهير العرقي التي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس بحق سكان المدينة.

حالات متكررة وخطط متجددة...
وتندرج سياسة هدم المنازل التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس منذ العام 1967ضمن الخطط الهادفة إلى التضييق على السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة المدينة لإحلال مستوطنيها مكانهم وقد تكررت الحوادث التي قامت خلالها قوات الاحتلال بطرد سكان فلسطينيين من منازلهم وأسكنت فيها مستوطنون كما تكررت أيضا الحالات التي تم خلالها هدم منازل يمتلكها مدنيون فلسطينيون بحجج واهية فيما تتسع أعمال بناء المنازل المخصصة للمستوطنين الإسرائيليين ويمكن القول بان أحياء عديدة في المدينة المقدسة باتت نموذجا حيا على السياسة الإسرائيلية المتمثلة في اقتلاع السكان العرب من منازلهم وطردهم منها وهدمها كحي سلوان والشيخ جراح والطور والبستان.

ارتفاع واضح...
وقد كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة هدم المنازل في مدينة القدس الشرقية وذلك مع بدايات العام2011بل إن منظمة ابرعميم الإسرائيلية قد اعتبرت في بيان أصدرته في وقت سابق:أن العام الحالي في القدس الشرقية بدا باتجاه مثير للقلق حيث استمر الارتفاع الواضح في عمليات هدم المنازل في القدس الشرقية وهو الاتجاه السائد منذ منتصف العام 2010وذلك بطريقة مثيرة للانتباه.

وأضافت المنظمة في بيانها:إن مسالة هدم المنازل في القدس الشرقية ليست تطبيقا محايدا للقانون بل عنصرا في سياسة أوسع ترمي إلى إضعاف المجتمع المدني الفلسطيني في القدس الشرقية وطرده.

موقف واضح...
واعتبر منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة ماكسويل غيلارد في بيان صدر عنه أن:إجراءات هدم المنازل في القدس لها تأثير اجتماعي واقتصادي خطير على حياة ورفاه الفلسطينيين تزيد من اعتمادهم على المساعدات الإنسانية.

وقال غيلارد في بيانه:موقف الأمم المتحدة ثابتا تجاه هذه العمليات وهو أن على حكومة إسرائيل أن تنفذ خطوات فورية لوقف عمليات الهدم والطرد في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

حجج وذرائع متعددة...
وتقوم بلدية القدس ووزارة الداخلية الإسرائيلية بهدم بيوت السكان المقدسين تحت حجج وذرائع متعددة أبرزها ذريعة عدم الحصول على ترخيص وفيما تطالب البلدية المواطنين العرب بالحصول على ترخيص بناء فإنها لا تعطي هذه التراخيص في غالبية أراضي القدس العربية إذ لا يوجد لهذه الأراضي خرائط هيكلية وتنظميه وفي حال وجود هذه الخرائط فهي تشمل المناطق المكتظة أصلا بالبناء مع ملاحظة استمرار العمل على مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح البناء الاستيطاني فيها والذي بات يشكل سورا يحيط بالقدس ويشوه طابعها التاريخي المتميز.

وكان مركز القدس للمساعدة القانونية قد أشار في دراسة أجراها مؤخرا على :148اسرة أخطرت بهدم منازلها من قبل سلطات الاحتلال لأنها بنيت دون ترخيص إلى أن 92%ممن شملتهم عينة الدراسة تقدموا بطلب ترخيص للبناء وان100%منهم قد رفضت طلباتهم وهو ما يؤكد على انتهاج سلطات الاحتلال أسلوب تضييق الخناق على الفلسطينيين من القدس وعدم إعطائهم الرخص اللازمة لبناء منازله أو توسيعها.

سياسة ذات طابع عنصري...
وتتميز سياسة ترخيص البناء في القدس بطابعها العنصري فبينما تسمع البلدية للبناء الاستيطاني بخمسة طوابق لا تسمح إلا بطابق واحد للعرب في نفس المكان ويتخذ المجلس البلدي مئات قرارات الهدم كما يفرض غرامات مالية باهظة على المواطنين إضافة للهدم إذا ما قام احدهم بزيادة مساحة بسيطة على بيته.

وتصل قيمة هذه الغرامات في بعض الأحيان إلى قيمة أعلى من قيمة تكلفة البناء نفسه وعادة تطبق العقوبتان الهدم وتسديد الغرامة معا وفي آن واحد أما في حالة عدم مقدرة المواطنين على تسديد الغرامات المالية فان سلطات الاحتلال تقدم على سجنهم أشهرا طويلة.

آثار متنوعة...
ولهدم المنازل في القدس أثار مادية واجتماعية ونفسية بما في ذلك زيادة الفقر وتقليص فرص الحصول على خدمات أساسية كالتعليم الرعاية الصحية المياه حيث أثنى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية اوتشا على أن:عمليات الإجلاء وهدم المنازل تشكل مصدر قلق إنساني متزايد للفلسطينيين الذين يعشون في القدس الشرقية والعواقب التي تواجه الأسر قد تكون مدمرة فبالإضافة إلى فقدان المنازل التي تشكل المصدر الرئيس للأمن الجسدي والاقتصادي تواجه الأسر فواتير مرتفعة ورسوم تتضمن تكاليف إجلائها من منازلها.

عائلة حنون...نموذج حي...
عائلة المواطن ماهر حنون المؤلفة من خمسة أفراد بينهم بنتين وولد هي عائلة مقدسية عادت طيلة سنوات ولا زالت جراء انتهاج قوات الاحتلال سياسة طرد المقدسين من منازلهم وهدمه لقد شردت قوات الاحتلال العائلة بعد أن أخلتها قسرا من منزلها الكائن في حي الشيخ جراح بقرار من محكمة إسرائيلية تجاوبا مع المستوطنين الذين ملكيتهم للأرض المقام علية منزل العائلة المذكورة.

جنى حنون البالغة من العمر18عاما تحدثت عن معاناتها وعائلتها جراء طردهم من منزلهم فقالت:شردنا الاحتلال عندما طردنا من منزلنا كنا وأبناء عمومتي نقطن 3منازل مستقلة ومتجاورة عندما قرر جيش الاحتلال هدم سعاتنا فطردونا ومن هذه المنازل واستولوا عليه اضطررنا لسكن بيوتا ليست بيوتنا وبعد وقت طويل معنون بالصبر عدنا لمنازلنا وكانت سعادتنا بالعودة لا توصف.

وتابعت جنى:سعادتنا لم تكن كاملة فقد كان ينغصها خوفنا المتواصل من أن تعيد قوات الاحتلال الاستيلاء على منازلنا خاصة ونحن نسمع همس أهالينا عن مجريات التقاضي والمحكمة وبالفعل تحولات مخاوفنا ذات ليلة إلى حقيقة عندما هاجمت القوات الخاصة واقتحمته احتجزونا خلف حاجز حديدي وشاهدنهم وهم يحرسون المستوطنين الذين جاءوا ليعيشوا داخل منازلنا.

وواصلت: اخلوا منزلنا من الأثاث والقوا به على قارعة الطريق على بعد كم عن المنزل وهكذا تشتت عائلتنا مجددا

وختمت اليوم أنا أدرك جيدا حقيقة أن منزل الإنسان غالي عليه فرغم مرور أشهر طويلة على إجلائنا من منزلنا إلا أنني و عائلتي مازلنا متمسكون به ونعيش بقوة الأمل أمل العودة الى بيتنا وهي بالنسبة لنا عودة الروح إلى الجسد.

وختاما نقول : ان هدم منازل المقدسيين اصبحت سياسة إسرائيلية تتصاعد يوميا دون وجود اى رادع او اشارة توقف من قبل المجتمع الدولى!!!!!؟؟؟؟؟؟