المعارضة اليمنية نحو إنشاء مجلس وطني تمثيلي

أعلنت اللجنة التحضيرية للمعارضة اليمنية اليوم عن عزمها تأليف مجلس وطني كمؤسسة شعبية ومرجعية تشريعية ورقابية تمثل مختلف القوى الثورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وأفادت اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني المعارض في بيان لها، أن اجتماعها مساء أمس «أقر مشروع تأليف المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية في اليمن»، مشيرةً إلى أنها عقدت جلستها برئاسة محمد سالم باسندوة، رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وأقرت مهمّات المجلس الوطني لقوى الثورة، المتمثلة في توحيد وتنسيق الجهد الوطني، وتصعيد الفعل الثوري بهدف تسريع إنجاز أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية.
وشدد بيان اللجنة المكونة من «اللقاء المشترك» ونحو 120 شخصية اجتماعية من بينهم وزراء وبرلمانيون سابقون، على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لإنشاء المجلس والتوافق على تشكيله، والإعلان عن قيامه خلال فترة وجيزة لا تتعدى مطلع شهر أغسطس المقبل بالتوافق مع كافة الأطراف والفصائل والشرائح الاجتماعية «كإطار جامع في ظل دولة مدنية ديموقراطية حديثة».
لكنّ مراقبين ومصادر معارضة أكدت لوكالة «فرانس برس» أن المعارضة تسعى الى استجماع القوى للتوحيد بين مكوناتها بعد الانقسامات الحادة في ساحات الاعتصام، والتعثر الواضح في فرض إرادتها بالرغم من غياب الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يبدو أنه ما زال رقماً صعباً وهو ينوي العودة الى البلاد بحسب المقربين منه.

وقال مصدر معارض طلب عدم الكشف عن اسمه للوكالة إن «الساحات مقسومة ومتفككة، وليس هناك أي الية للتنسيق بين الساحات»، مشيراً الى أن «الانقسامات الاكبر في صنعاء، وخصوصاً بين الحوثيين والإصلاحيين»، مشيراً إلى أن شكوك الشباب تتعاظم حيال الدور الذي تؤديه قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر.
وفي تعليق على البيان قالت الناشطة السياسية توكل كرمان إنها «سترد عليهم برد قاسي وغير متوقع»، متوعدةً بالكشف عن «أوراق خطيرة كانت تتحفظ عليها طيلة الأشهر الماضية، حرصاً منها على وحدة الصف في مواجهة نظام صالح». ووصفت كرمان، التي تبنت إعلان المجلس الانتقالي، الإعلان عن مجلس وطني «بالـخطوة الانقلابية على الشباب ومحاولة للالتفاف على مطالبهم»، محذرةً تلك الجهات من مغبة الاستمرار في هذه الخطوة.
وكان قد أعلن في السابع عشر من الشهر الجاري عن إنشاء مجلس انتقالي ضم العديد من القادة السياسيين اليمنيين أبرزهم رئيس الوزراء السابق المهندس حيدر أبو بكر العطاس، ولقي إنشاؤه معارضة 20 تكتلاً سياسياً من المطالبين بتنحي الرئيس صالح.
وفي سياق متصل، رأى مسؤولون اميركيون أمس أن الحوار أساسي لحل الأزمة السياسية في اليمن، مقللين من أهمية إعلان المعارضة تأليف «مجلس رئاسي» لإدارة البلاد.
وقالت جانيت ساندرسن نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى «نرى أن الحوار السياسي امر أساسي لحل الأزمة السياسية في اليمن»، مضيفةً إن الولايات المتحدة تعتقد أنه سيكون للرئيس علي عبد الله صالح دور حاسم يؤدّيه في هذا الحوار. وقالت ساندرسن التي كانت تتحدث امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه «يبدو لنا في هذه المرحلة أن المجلس ليس له أي تأثير، لكن الجو السياسي في صنعاء لم يستقر بعد».