المعارضة اليمنية: كلام صالح عن التنحي التفافٌ على مشـاورات مجـلـس الأمـن

قللت المعارضة اليمنية امس، من اهمية اعلان الرئيس علي عبد الله صالح نيته التخلي عن السلطة «خلال ايام»، في وعد اعتبرته خطة جديدة للمماطلة والبقاء على راس النظام. وتراجع صالح بالفعل ثلاث مرات عن التوقيع على المبادرة الخليجية التي كان من شأنها تشكيل حكومة تتزعمها المعارضة ثم نقل السلطة لنائب الرئيس قبل انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
وربما هدفت تصريحات الرئيس الى حماية نفسه نظرا لما قد ينتج عن الاجتماع الذي ينوي مجلس الامن عقده في نيويورك هذا الاسبوع. ويقول دبلوماسيون انهم اوشكوا على الحصول على اجماع دولي لاستصدار قرار في مجلس الأمن ربما يأتي خلال ايام، يطالب الحكومة بتنفيذ الخطة الخليجية التي تدعمها الولايات المتحدة.
من جهة اخرى، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستاين التقى وزير الخارجية ابو بكر القربي وبحثا خطة لنقل السلطة والسبل الكفيلة بحل الأزمة وفقا للمبادرة.
وكان صالح قد قال في كلمة أمام عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، اذاعها التلفزيون اليمني امس الاول، «أنا أرفض السلطة... وسأرفضها في الأيام المقبلة... سأتخلى عنها». لكنه كرر شرطه انه لن يتخلى عن السلطة لمنافسيه من احزاب المعارضة الذين يقول انهم «اختطفوا احتجاج نشطاء الشباب ويهدفون الى هدم العملية الدستورية». وتنتهي فترة صالح الرئاسية في العام 2013 وقال انه لن يخوض انتخابات الرئاسة مجددا، لكن محللين يشكون في انه يريد اطالة الازمة حتى ذلك الحين. واشار صالح في كلمته الى دعمه الكامل لنائبه عبد ربه منصور هادي. وفي لقطات مصورة بثت بعد الكلمة، ظهر هادي وهو يحيي اعضاء البرلمان الذين تجمعوا في القصر الرئاسي. وينظر إلى منصور منذ فترة طويلة على انه المرشح التوافقي المثالي المقبول لدى المعارضة رغم ان المتشددين في الحزب الحاكم يتجنبونه.
بدوره، قال نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي ان صالح قال ما يظهر التزامه بالخطة لكن لا توجد نيه للاستقالة او نقل الصلاحيات قبل الموافقة على اتفاق والتوقيع عليه «حتى لا تسقط البلاد في حالة من الفوضى او حتى الحرب». واضاف ان صالح «مستعد لترك السلطة خلال ايام، لكن هل سيحدث هذا في الايام او الاشهر المقبلة... هذا سيعتمد على نجاح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق».
في المقابل، قال عضو «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان ان المعارضة تؤيد نقل الملف اليمني الى مجلس الامن لانهاء حالة الجمود، مؤكدا عدم تصديق كلام الرئيس عن استعداده للتخلي عن السلطة. واضاف قحطان «اصعب شيء ان نتخيل ان صالح قد يتخلى عن السلطة... صالح لن ينقل السلطة راضيا مختارا». واكد جازما «ابدا، لا يوجد اي شيء سياسي جديد في خطاب صالح» الذي شن فيه هجوما عنيفا على المعارضة. وذكر قحطان ان خطاب صالح «جاء في اطار محاولة التاثير على المشاورات التي تجري في مجلس الامن» بموازاة التقديم المتوقع لتقرير مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر حول اليمن غدا، الامر الذي قد يؤدي الى طرح موضوع الازمة اليمنية في مجلس الامن بشكل رسمي. وتابع قائلا ان «الاسلوب التي اديرت فيه العملية السياسية من قبل الاشقاء والاصدقاء اوجد حالة من الجمود» في اشارة الى المحادثات المتعلقة بتنفيذ المبادرة الخليجية. واضاف «اعتقد ان مجلس الامن اذا ما تعاطى مع الملف فسينهي هذه الحالة من الجمود السياسي»، ورأى ان «المقاربة الاممية اكثر جدية من المقاربة الاقليمية وستكون تتمة لها».
على صعيد آخر، أدان القطاع الإعلامي لحزب المؤتمر اختطاف الصحافي محمد صدام، مراسل وكالة «رويترز»، «من قبل مسلحين تابعين للتجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) ومجندين بزي الفرقة الأولى مدرع»، التي أعلن قائدها اللواء علي محسن الانشقاق عن الجيش اليمني مؤخرا. وقالت الدائرة الإعلامية للمؤتمر «إن الحادث يمثل انتهاكا سافرا لحقوق المواطنين في التنقل والحركة بحرية وممارسات إرهابية لزعماء عصابات». ويذكر أن صدام هو المترجم الخاص للرئيس اليمني ومن أبناء محافظة الحديدة غرب اليمن.
من جهة اخرى، أعلنت الثائرة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2011 توكل كرمان تبرعها بالجائزة المالية التي ستتسلمها من لجنة جائزة نوبل إلى أبناء الشعب اليمني. ونقل موقع «مأرب برس» عن كرمان قولها في كلمة خلال مهرجان احتفالي في ساحة التغيير إنها ستضع كامل المبلغ المالي الذي ستحصل عليه في الخزينة العامة للدولة، بعد رحيل صالح ونظام حكمه. وأضافت كرمان إن جائزة نوبل ستكون «أول الأموال التي ستورد إلى الخزينة العامة للدولة تمهيدا لاستعادة جميع الأموال التي نهبت من قبل نظام صالح».