«التايمز» تكشف عن خطة ثوار ليبيا: الإبقاء على البنى التحتية لتفادي سيناريو العراق

ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، ان الثوار الليبيين وضعوا خطة لمرحلة ما بعد الرئيس الليبي معمر القذافي، توصي بالإبقاء على معظم البنى التحتية القائمة لتفادي فوضى مماثلة للفوضى التي عمت العراق بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين.
في هذا الوقت، رأى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أن حلف شمال الأطلسي منظمة «إرهابية» يقودها «مجانين» في أوروبا. وقال «إنهم يسعون إلى قتل القذافي وفي الواقع قتلوا عمدا عددا من أبنائه». وأضاف «إنهم يفعلون ذلك طوعا وهذا بالضبط ما تفعله طالبان والقاعدة، ما هو الفرق؟». وتابع «الزموا الحذر. إنهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك في أي بلد أفريقي آخر. علينا أن نكون مستعدين دائما».
وتقر الخطة، التي وضعها المجلس الوطني الانتقالي المعارض والتي حصلت عليها «التايمز»، بان الاحتمالات ضئيلة في إطاحة القذافي غير أنها تعول على الانقسامات الداخلية لإرغامه على التنحي. ويعتزم الثوار في حال اطاحة القذافي تشكيل «قوة خاصة بطرابلس» قوامها 10 إلى 15 ألف عنصر لضمان امن العاصمة والقبض على كبار أنصار الرئيس.
كما يعتزمون، بحسب الخطة الواقعة في 70 صفحة، تشكيل قوة أمنية للحكومة الانتقالية تضم حوالى خمسة آلاف شرطي. ويؤكد الثوار أنهم حصلوا حتى الآن على تأييد 800 مسؤول في الحكومة الحالية يمكن أن يشكلوا النواة لإدارة جديدة في المستقبل.
وذكرت الصحيفة أن الوثيقة تؤكد انه سيتم تفعيل الاتصالات ووسائل النقل وقطاع الطاقة في غضون ساعات من انهيار النظام. وتكشف أن «الانتقالي» يعول كثيرا على الانشقاقات في صفوف النظام، ما يهدد بإثارة خلافات مع الثوار الذين يطالبون بتطهير كامل للإدارة الحالية. ويتوقع الثوار انضمام حوالى 70 في المئة من كبار المسؤولين في النظام الحالي إلى النظام الجديد.
وأكد المجلس الوطني الانتقالي صحة التقرير، لكنه طلب من الصحيفة عدم نقل بعض النقاط الحساسة فيها التي يمكن أن تضر بالعملية الجارية. وقال المسؤول عن خلية التخطيط للقوة الخاصة عارف علي نايد انه من المهم للرأي العام أن «يعرف أن هناك مشروعا». وأضاف «ما حصلتم عليه هو نسخة أولية. نعمل الآن على تصور اشمل».
إلى ذلك، يدافع الثوار عن مواقعهم في بلدات رئيسية في المنطقة الغربية في مواجهة هجوم لقوات القذافي، بينما ما زالوا يسيطرون على بلدة بئر الغنم الإستراتيجية وتكبدوا خسائر في زليتن. واعترف مقاتلو المعارضة بان ما لديهم من ذخيرة بدأ ينفد، بينما يسعون لصد هجوم من قوات القذافي على بلدة زليتن التي تبعد 120 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
وأعلن حلف شمال الأطلسي أن طائراته قصفت ثمانية أهداف في محيط زليتن أمس الأول، تشمل أربعة مراكز للقيادة والتحكم ومنشأة عسكرية ومستودع أسلحة فضلا عن منصة لإطلاق القذائف المضادة للدبابات وراجمة صواريخ متعددة. كما اغارت الطائرات على أربعة أهداف في محيط مدينة البريقة النفطية شرقا وخمسة أهداف في طرابلس.
وكان رئيس الوزراء البغدادي المحمودي أعلن أمس الأول، أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة بلدة بئر الغنم جنوب غرب طرابلس، غير أن صحافيا من «فرانس برس» وآخر من «رويترز» قالا إن الثوار يسيطرون على البلدة التي تبعد 80 كلم عن العاصمة.