معارضـو القـذافي يسـيطرون علـى زليتـن أنـبـاء عـن انشـقـاق عـبـد السـلام جـلـود

أعلن الثوار الليبيون، أمس، أنهم سيطروا على مدينة زليتن الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق طرابلس، والتي كانت تعتبر العقبة الرئيسية في انتقال الثوار من مصراتة لمحاصرة العاصمة، فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن اشتداد المعارك بين المعارضين وقوات الرئيس الليبي معمر القذافي أدى إلى «تدهور سريع في الوضع الإنساني» في العديد من المدن.
وأفادت مصادر متطابقة أن الرجل الثاني السابق في النظام الليبي عبد السلام جلود، نجح في الفرار من طرابلس والانضمام إلى صفوف الثوار. وقال المتحدث العسكري باسم المتمردين العقيد أحمد عمر بني «لقد غادر (جلود) طرابلس وانضم إلى الثوار». وأضاف بني رداً على سؤال في بنغازي عاصمة الثوار الليبيين في شرق البلاد «لدواع أمنية لا نستطيع أن نكشف مكان وجوده حالياً».
وأفاد مصدر آخر لدى المتمردين رافضاً كشف هويته أن «العقيد جلود تمكن من الفرار من طرابلس مع عائلته ووصل الجمعة إلى مدينة الزنتان» التي يسيطر عليها الثوار والواقعة جنوبي غربي طرابلس.
وجلود كان من أقرب القريبين من معمر القذافي واعتبر لوقت طويل الرجل الثاني في النظام قبل أن يستبعد اعتباراً من العام 1990. وقد مارس مهمات رئيس الوزراء

بين العامين 1972 و1977 وتولى العديد من المناصب الرسمية وخصوصاً نيابة رئاسة الوزراء ووزارتي المال والصناعة.
وقال مسؤول في المركز الإعلامي للمجلس العسكري في مصراتة إن «زليتن باتت تحت سيطرة مقاتلينا»، مضيفا «لكن المعارك لم تتوقف فيها بعد». وتابع «أبلغنا مقاتلونا بأنهم تقدموا حتى جسر زليتن، وقد استولوا على دبابة وعلى الكثير من الآليات العسكرية التي باتوا يستخدمونها ضد العدو». ومثلت المدينة على مدى أشهر العقبة الرئيسية بوجه انتقال المقاتلين من مصراتة القريبة إلى طرابلس.
وأوضح المسؤول أن 1230 مقاتلا من الثوار شاركوا في الهجوم الذي أتاح التقدم خمسة كيلومترات داخل زليتن، مؤكدا ان «القسم الشمالي من المدينة على طول الساحل بات تحت سيطرتنا». وقال المتحدث باسم المعارضة جمال سالم إن 32 من مقاتلي المعارضة قتلوا، وأصيب 150، في زليتن.
ويسعى الثوار إلى قطع طرق الإمداد عن طرابلس من تونس إلى الغرب ومع سرت التي ينتمي إليها القذافي في الشرق بهدف تطويقها أملا في إنهاك صفوف القذافي ودفع المقربين منه إلى الانفضاض عنه والسكان إلى الانتفاض عليه.
وتدور معارك كذلك في مدينة الزاوية المهمة بالنسبة لإمداد العاصمة بالوقود، والحاجز الأخير أمام تقدم الثوار إلى العاصمة. وكان الثوار أعلنوا، أول من أمس، السيطرة على مصفاة الزاوية لكن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي نفى ذلك قائلا إن المصفاة لا تزال في أيدي الموالين للنظام.
وقال مراسل لـ«فرانس برس» في الزاوية، على بعد 40 كلم غرب طرابلس، ان المعارك كانت دائرة في عدة مواقع في المدينة وإنه يصعب معرفة من يسيطر على الوضع. وتمركز قناصة على أسطح المنازل وعلى المباني التي بدت آثار المعارك جسيمة عليها في وسط المدينة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات حربية أغرقت الأربعاء الماضي سفينة حربية تابعة للنظام قرب الزاوية.
وأعلن مسؤول ليبي أن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم انهار بعد تبلغه خبر وفاة شقيقه في هجوم لمروحية «أطلسية» على الزاوية.
وقال صحافي من «رويترز» إن الثوار استولوا على بلدة أخرى ليوسعوا سيطرتهم على الطريق السريع الساحلي الاستراتيجي الذي يربط العاصمة بالحدود التونسية. وخرج حشد من عدة مئات من مقاتلي المعارضة ومؤيديهم قرب الطريق الساحلي للاحتفال بالنصر في بلدة صرمان التي تبعد حوالى 60 كيلومترا غربي طرابلس.
في هذا الوقت، دمر مقر سكني لرئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي، الذي صدرت ضده مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، في غارات لحلف شمال الأطلسي على طرابلس. ودمرت عدة مبان للمقر الواقع في حي غرغور الراقي القريب من وسط العاصمة، إضافة إلى مدرسة مجاورة. وأكد بعض حراس المقر أن طباخا هنديا قتل. وأعلن «الأطلسي» أن طائراته دمرت أربع منشآت عسكرية وصاروخ ارض - جو في طرابلس.
ومع اقتراب الثوار من العاصمة والتوعد بالسيطرة عليها قبل نهاية شهر رمضان، دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني سكان طرابلس إلى الالتحاق بالمعارضة. وقال «نأمل أن يدرك سكان طرابلس الذين يقوم جزء كبير منهم بالهروب أن النظام ألحق ضررا بشعبه وأن ينضموا إلى عملية التغيير السياسي عبر سحب كل هامش للمناورة من نظام القذافي». وأضاف إن «النتائج العسكرية واضحة للجميع، والمعارضة تتقدم باتجاه طرابلس، وحالات الفرار من النظام تتزايد يوما بعد يوم».
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، في جنيف، أنها تعد خططا لإجلاء بحري لآلاف الأجانب العالقين في طرابلس بسبب إغلاق الطرق مع تونس.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن «اشتداد حدة القتال خلال الأيام القليلة الماضية أدى إلى تدهور سريع في الوضع الإنساني في البريقة (شرق) والزاوية وغريان وصبراتة (غرب وجنوب غرب طرابلس) وبالقرب من مصراتة وفي المناطق المحيطة بها». وأضافت «يساور اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلق شديد إزاء العدد المتزايد من المصابين وإزاء الادعاءات المتعلقة بإساءة استخدام حاملي السلاح لمرافق الرعاية الصحية».
وتابعت «إننا نسمع عن مهاجمة مستشفيات أو استخدامها لأغراض عسكرية. وقد رأى مندوبونا الثلاثاء في البريقة عدة سيارات إسعاف مصابة بطلقات نارية. ويهدد هذا الأمر تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى تهديدا خطيرا». وأوضحت «لا يمكن حتى الآن الوصول إلى بعض المناطق التي تشهد القتال الأكثر ضراوة. ونأمل أن يسمح لنا سريعا بالوصول إليها لكي نتمكن من تقديم المساعدة اللازمة للناس. ونحث كافة المشاركين في القتال على تيسير الوصول إلى هذه المناطق للأغراض الإنسانية».