شخصيات وطنية ودينية تدين الممارسات الإسرائيلية خلال مواجهات القدس

عقدت القوى الإسلامية والوطنية اليوم الاثنين، مؤتمرا صحفيا في خيمة البستان في حي سلوان جنوب البلدة القديمة، واستنكر الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا الإجراءات الإسرائيلية على الأرض في أحياء المدينة، مؤكدا أنها اعتداء صارخ على التاريخ والحضارة والتراث، وحيا أهالي البستان لثباتهم في منازلهم وبموقفهم الموحد الذي تحاول إسرائيل اختراقه بين الحين والآخر، مؤكدا أن وحدتهم ستكون الصخرة التي ستحطم كل المحاولات التهويدية العدوانية العنصرية، مشيرا إلى تراجع المستوطنين عن مسيرتهم التي كان من المقرر تنظيمها في الحي أمس.

وتحدث فضيلته عن تهويد المقدسات الإسلامية في القدس وبيت لحم والخليل، فقد تم تحويل المدرسة التنكزية إلى كنيس وهذه المدرسة هي عقار وقفي إسلامي مملوكي، وبها مصلى ومحراب، وذلك هو عملية سرقة واضحة للتاريخ ويعارض حرية العبادة، إضافة إلى ضم مسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمي لقائمة التراث اليهودي.

وعن افتتاح كنيس الخراب قال الشيخ صبري:"تحاول إسرائيل إضفاء الصفة اليهودية للبلدة القديمة من خلال افتتاح الكنس والاستيلاء على عقارات وهذا يدل على الإفلاس الحضاري للاحتلال.

من جهته قال محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية بالداخل إن إسرائيل تعمل على تهويد القدس وفق برامج وخطط مدروسة ويتم تنفيذها بشكل خطوات.

وتحدث زيدان عن تصريحات نتنياهو الأخيرة المتمثلة في بناء وحدات استيطانية جديدة بالقدس كمدينة تل أبيب، مطالبا من السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية مراجعة مواقفهم وسياساتهم تجاه إسرائيل، وتغير اللهجة السياسية، مؤكدا إن الدول مجتمعة تملك إمكانيات قادرة على إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف:" إن السلطة الفلسطينية والعالمين العربي والإسلامي عاجزون عن مواجهة المخططات التهويدية بالمدينة، حيث لم نر لحظة غضب منهم على ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي، ولم نر كذلك ردود فعل قوية تجاه ما يحدث بالقدس والمخططات بالأقصى.

وتحدث زيدان عن التحديات والظروف ومعاناة أهالي الداخل الفلسطيني من عمليات مصادرة الأراضي وهدم المنازل وملاحقة القيادات السياسية لإرهابهم وقمعهم ، مؤكدا أن ثبات أهالي الداخل يأتي من وحدة الخطاب السياسي رغم اختلاف الآراء، مضيفا أن أهالي الداخل يستمدون قوتهم من وحدة وثبات أهالي الضفة والقطاع.

وتحدث الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني عن الوقفة الجماهيرية للأهالي يوم الثلاثاء الماضي نصرة للأقصى، وتواجد حشود من النسوة داخل المسجد والذي شكل صمام الأمان له وحال دون اقتحامه من قبل الجماعات اليهودية.

ونبه الشيخ الخطيب لتأجيل مسيرة المستوطنين في سلوان وذبح قرابين الفصح، وقال من الممكن تغيير التواريخ وتنفيذ الخطط الإسرائيلية في وقت لاحق، وقال إن سلاحنا في هذه المرحلة هو القدرة على تجنيد الأبناء لحماية الأقصى والمدينة.

واستهجن الموقف السياسي للسلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية والدعم اللا محدود الذي تتلقاه إسرائيل من أمريكا.

وقال إن تصريحات نتنياهو أمس بتأكيده على مواصلة البناء في القدس فانه يقول:" إن القدس خارج دائرة المفاوضات ولا حديث عنها، وهنا نقول كفى لأوهام السلام الذي تتغنى به القيادة الفلسطينية بغطاء عربي "، وشدد على ضرورة اللجوء للشعب لأنه السند الصلب الذي يمكن من خلاله الدفاع عن المقدسات والأرض.

من جهته استعرض زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أحداث مدينة القدس خلال الأسبوع الماضي التي أعقبت افتتاح كنيس يهودي في البلدة القديمة، حيث إغلاق البلدة القديمة والمسجد الأقصى أمام المواطنين والمصلين ، واستخدام الشرطة القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات حيث أطلق باتجاه المواطنين القنابل الصوتية والغازية والرصاص مطاطي إضافة إلى استحداث جهاز جديد(جهاز الصرخة) الذي تدفع به الشرطة إلى المسيرات والمظاهرات ويسبب الدوخة وغثيان وآلام شديدة في الأذن ويمكن أن يترك آثارا جانبية على السمع.

وأضاف لقد تم شن حملات مداهمة واعتقالات عشوائية طالت بشكل كبير القاصرين، وكما تم استخدام وحدة المستعربين، إضافة إلى اعتقال من لم يشارك في الاحتجاجات، ووضع العراقيل لحافلات الداخل الفلسطيني وبالمقابل تسهيل تنقل المستوطنين والسماح بتدشين كنيس في البلدة القديمة.

من جهته قال محمد جاد الله بكلمة له نيابة عن مؤسسات القدس:" إن القدس عربية محتلة ، وتحاول إسرائيل جاهدة بإقناع العالم بأنها مدينة يهودية، لكننا نؤكد لها أننا لن نرحل عن المدينة وسنعمل على مواجهة الإجراءات الاحتفالية.

وقال:" إن الأسبوع الماضي شهد هجمة توراتية واحتلالا جديدا لمدينة القدس، وبالمقابل كان هناك مقاومة بطولية من السكان، مضيفا :" إن الحملة التوراتية تعتمد على الخرافة فكل الحفريات التي قامت بها إسرائيل لم تثبت أي وجود لها على الأرض، فقوة الإرادة بالقدس هي عنصر المواجهة، وشدد على ضرورة تفعيل وتحريك القوانين الدولية بأخذها إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ليتم تطبيقها على الأرض.

وطالب السلطة الفلسطينية بوضع القدس على أجندتها وخطة مواجهة لدفع العالم والأنظمة لاتخاذ مواقف لنصرة المدينة.

من جهته طالب مؤمن العباسي نيابة باسم القوى الوطنية من السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات بكافة أشكالها حتى يتراجع الاحتلال عن كافة إجراءاته بالمدينة، وتعزيز صمود السكان وتعزيز قدرتهم على مواجهة إجراءات الاحتلال، وشدد على ضرورة العمل الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية الرافعة الأساسية لمواجهة الاحتلال.

وطالب القمة العربية بالارتقاء بقراراتها إلى مستوى التحديات والإجراءات الإسرائيلية التي تتعرض لها القدس واتخاذ المواقف العملية لمواجهتها.

ودعا إلى ضرورة التحرك الجاد والفاعل على المستوى العربي والدولي وطرح مسألة القدس في المحافل الدولية إلى حين إجبار إسرائيل على التراجع عن مخططاتها بالمدينة.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته للمحافظة على ما تنص عليه القوانين والقرارات الخاصة بالقدس.