أبو عمارة يطلع وزير الخارجية البرازيلي بالوكالة على الأوضاع في فلسطين

أطلع وكيل وزارة الخارجية سعيد أبو عماره، وزير الخارجية البرازيلي بالوكالة أنطونيو باتريوتا، على صورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وخاصة عملية السلام المتوقفة نتيجة للمواقف الإسرائيلية المتصلبة منذ العدوان الإسرائيلي على غزه، وحتى قبل ذلك منذ نهاية عام 2008 .

وجاء ذلك خلال استقبال باتريوتا، اليوم، في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة برازيليا، الوفد الفلسطيني الزائر برئاسة أبو عماره، وبحضور السفير الفلسطيني لدى البرازيل السفير إبراهيم الزبن.

وضم الوفد أيضا مدير عام إدارة أمريكا اللاتينية المستشار أول منجد صالح، ومستشار أول السفارة صلاح القطاع، فيما حضر عن الجانب البرازيلي السفير بيراجيبي تراغو، وكيل الوزارة للشؤون السياسية، والسفير أورو بريتو، والمبعوث البرازيلي للشرق الأوسط والسفير سركيس كارميريان، مدير دائرة الشرق الأوسط.

وأشاد أبو عماره في بداية اللقاء، بحفاوة الاستقبال التي حظي بها الوفد الفلسطيني في البرازيل، مؤكدا تقدير السلطة الوطنية لمواقف الحكومة البرازيلية ودعمها المتواصل لأبناء شعبنا.

وأكد على أن الجانب الفلسطيني يرغب في استئناف المفاوضات ولكن على أسس واضحة تضمن وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام على أساس حل الدولتين.

وشدد على أن إسرائيل يجب أن تمتثل للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني لا يضع شروطاً مسبقة لاستئناف عملية السلام كما يريد الجانب الإسرائيلي أن يوهم العالم بذلك بل أن على إسرائيل أن توفي بالتزاماتها المنصوص عليها في خارطة الطريق.

وبخصوص الوضع الفلسطيني الداخلي، أكد على أهمية الدور المصري البناء في العمل الجاد في سبيل المصالحة الفلسطينية، منوها إلى أنه يتوجب على حماس أن توقع الورقة المصرية للدخول في مصالحة جدية تخدم مصالح شعبنا وتنهي الانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية.

من جانبه، أكد باتريوتا على عمق علاقات الصداقة والتعاون ما بين الشعبين البرازيلي والفلسطيني، لافتا إلى التطور الحاصل في العلاقات البرازيلية الفلسطينية، خاصة على أثر الزيارة الهامة التي قام بها السيد الرئيس محمود عباس إلى البرازيل في نوفمبر الماضي ولقاءاته الهامة مع الرئيس البرازيلي، إضافة للقاء الهام بين وزيري خارجية البلدين بداية الشهر الجاري في جنيف.

وقال 'إن الزيارة تشكل مناسبة هامة وطيبة للاستماع إلى وجهة النظر الفلسطينية في مجمل الأوضاع على الساحة الفلسطينية والمنطقة'، مشيرا إلى أن البرازيل وبتوجيهات الرئيس لولا ستلعب دوراً متزايداً في المنطقة وستكثف جهودها واتصالاتها مع كافة الأطراف، خاصة خلال الزيارة التي ينوي الرئيس لولا القيام بها في أواسط آذار القادم إلى كل من إسرائيل وفلسطين والأردن.

وأكد على دور الأمم المتحدة في حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وضرورة أن تنخرط العديد من الدول في المساعدة في إيجاد حل دائم وعادل.

وذكر أن البرازيل ستكون عضواً في مجلس الأمن عن الدورة القادمة وأنه لمن الضروري تطوير الرباعية الدولية وعملها.

ومن الجدير بالذكر أن الوفد الفلسطيني الذي وصل البرازيل أول أمس في زيارة رسمية أجرى خلالها محادثات موسعة مع وزارة الخارجية البرازيلية في إطار اتفاقية الاستشارات السياسية بين البلدين والتي تقضي بعمل اجتماع سنوي دوري للحديث في المواضيع السياسية لكلا البلدين إلى جانب التنسيق والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي.

وتطرقت اللقاءات إلى سياسة البرازيل كأكبر دولة في أمريكا اللاتينية، وسياستها تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بشكل خاص، والبحث في مجال التنسيق الإقليمي، وخاصة في مجال العلاقات ما بين أمريكا الجنوبية والدول العربية في إطار الاجتماعات على مستوى القمة والاجتماعات على مستوى كبار الموظفين والخبراء، حيث انه وبعد قمة برازيليا في عام 2005 وقمة الدوحة في عام 2009 ستنعقد قمة لدول أمريكا الجنوبية والدول العربية في ليما عاصمة البيرو عام 2011.

واقتصاديا جرى الحديث عن التجمع الاقتصادي لدول جنوب القارة الأمريكية المعروف باسم الميركوسول، واتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها مع إسرائيل، وشدد الوفد الزائر على أنه لا يجوز إعطاء جوائز لإسرائيل في الوقت الحاضر والمصادقة على انضمام إسرائيل للميركوسول لأن إسرائيل لم تقدم شيء حتى الآن في عملية السلام.

وعبر الوفد عن رفضه لقبول استيراد البرازيل للمنتوجات التي تُصنَع في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية كونها غير شرعية.

ورتب خلال اللقاءات لإنجاح المؤتمر الاقتصادي لرجال الإعمال الفلسطيني في أمريكا اللاتينية والمزمع عقده في بداية النصف الثاني من العام الحالي في مدينة ساو باولو في البرازيل بالتعاون ما بين السلطة الوطنية واسبانيا والبرازيل.

وأشار الوفد إلى ضرورة حل وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين استقبلتهم البرازيل عام 2007، وتأمين سبل حياه تحفظ كرامتهم وتفتح الأبواب أمامهم للانخراط بالمجتمع البرازيلي حتى يتم تحقيق حل عادل ودائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

واتفق في ختام الزيارة على ضرورة استمرار الاتصالات والزيارات على كافة المستويات، وتوفير المزيد من الدعم البرازيلي لفلسطين، وزيادة المساعدات والتعاون في كافة المجالات.