الحريري ينهي زيارة مصر بلقاء مبارك والبحث يتناول عملية التسوية: التهديدات الإسرائيلية هي للحكومة اللبنانية ويجب أن يكون للعرب مشروعهم

أنهى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، زيارته الى مصر وعاد الى بيروت، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة والجهود الآيلة لدفع عملية التسوية، إضافة الى سبل توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين.
عقد الرئيس الحريري اجتماعا ظهر امس مع الرئيس المصري في قصر الرئاسة المصرية في القاهرة، دام ساعة ، فيما استقبلت السيدة سوزان مبارك السيدة لارا الحريري، واستكملت المباحثات الى مأدبة غداء أقامها الرئيس المصري على شرف الرئيس الحريري وزوجته، وحضرها أيضا الأمين العام المساعد وأمين السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي جمال مبارك وزوجته السيدة خديجة.
بعد المحادثات تحدث الحريري منوهاً بموقف الرئيس مبارك من لبنان. وقال: المباحثات مع الرئيس شملت مختلف جوانب العلاقات بين مصر ولبنان، وتركزت بوجه خاص على الأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه الأمة العربية. وقد وضعت الرئيس في صورة التهديدات الإسرائيلية للبنان وأكدت على أهمية التضامن العربي مع لبنان في مواجهة هذه التهديدات، وقد عبر الرئيس كعادته دائما عن وقوفه الى جانب لبنان قلبا وقالبا كما عبر عن رفضه القاطع لكل من يهدد لبنان حكومة وأرضا وشعبا.
كذلك تطرقت الى سبل تطوير العلاقات ونتائج المباحثات التي أجريناها مع الدكتور أحمد نظيف ومع الوزراء، ولمست منه تشديدا على وجوب الدفع في العلاقات نحو مزيد من النمو، لا سيما في الشأن الاقتصادي وسائر الشؤون الملحة.
سئل: في ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية وتعهد الرئيس الفرنسي ساركوزي بأن إسرائيل لن تقدم على أي خطوة تهدد أمن لبنان، فما هي النتيجة العملية لتعهد الرئيس الفرنسي؟
أجاب: نحن نتعامل مع التهديدات الاسرائيلية جدياً، والطريقة التي يطرحها الاسرائيليون باعتبارهم ان تهديدهم لجزء من لبنان سواء الجنوب أو البقاع أو بيروت وضاحيتها، لا يشكل تهديدا لكل الدولة، بل ان تهديد أي مكان أو موقع في لبنان هو تهديد لحكومته، وأي موقع في لبنان هو من مسؤولية الحكومة اللبنانية، ونحن نعتبر أن التهديدات الاسرائيلية هي تهديدات للحكومة اللبنانية قبل أن تطال أي شخص آخر.
وعن موقفه من التظاهرات التي جرت أمام السفارة المصرية في بيروت (احتجاجا على إقامة الجدار الفولاذي مع غزة) قال: ان لبنان بلد ديموقراطي وهناك مواطنون أرادوا أن يتظاهروا، وقد قامت الحكومة بواجبها ونسقت مع السفارة المصرية بوضوح ونشرت القوى الأمنية والعسكرية للحفاظ على الأمن ومعالجة أي خلل أمني، ونحن لن نقف متفرجين أمام أي شخص يخل بالأمن، خاصة مع إخواننا في السفارة المصرية ولن نتهاون مع كل من يحاول أن يقترب من السفارة المصرية. فمصر كانت دائما الى جانب لبنان في كل المراحل. ديمواقراطيا يحق لأي كان أن يعبر عن رأيه، ولكن لا يحق له أن يعتدي على سفارة أي دولة من الدول، واذا حصل ذلك فسيكون للبنان حينها موقف واضح وصريح ونقف ضده بصرامة.
وقيل للحريري: يُحكى عن احتمال عقد مؤتمر دولي للسلام، فهل من جديد إزاء هذا الأمر في ظل التعنت الاسرائيلي وفشل جولة الموفد الاميركي جورج ميتشل، وهل قصدتم بمصالحات عربية اخرى إمكان حصول مصالحة مصرية سورية؟
رد قائلاً: لقد تحدثنا عن مؤتمر السلام الذي تسعى إليه فرنسا بكلام واضح، فهناك ثوابت عند العرب معروفة أكانت المبادرة العربية أو مواقف الفلسطينيين، ومواقف الرئيس الفلسطيني أو رؤية سوريا للسلام مع إسرائيل، هناك ثوابت في هذه الامور، ولكن مؤتمر السلام هو من أجل أن يضع اسرائيل ايضا في الواجهة. فهي تقول إنها تريد السلام في حين أنها تتكلم عن الحرب. لذا فنحن مع أي أمر من شأنه أن يساعد على تحقيق الثوابت العربية هذه. وفرنسا تعمل بشكل حثيث لإحراز التقدم في عملية السلام، وهذا أمر جيد بالنسبة للمنطقة ولإخواننا الفلسطينيين خاصة. أما في ما يتعلق بالمصالحات العربية فهذا أمر يعود الى الدول في ما بينها، ولكن كلما تحسنت الأمور في منطقتنا العربية كلما تمكنت هذه الدول من مواجهة التحديات التي نواجهها.
سئل: كيف تضمن عدم تهديد لبنان في ظل وجود سلاح فلسطيني خارج المخيمات؟
أجاب: لقد أقر الحوار الوطني بكل صراحة ان الدولة يجب أن تضع يدها على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وقد صدر كلام من بعض الأشخاص، ولكن الحكومة اللبنانية أكدت أنها ستنفذ هذا الأمر بهدوء وإيجابية. لقد اتخذنا قرارا في لبنان بأننا لا نريد أن نتحدى أحدا، ولكن سيادة لبنان هي من مسؤولية الحكومة اللبنانية.
وحول قضية ما سمي «خلية حزب الله» الموجودة أمام المحاكم المصرية؟ قال الحريري: هذا الموضوع في يد القضاء المصري الذي نحترمه، وهذا شأن مصري بحت ونحن لن نتدخل بأي شأن قضائي مصري، فللقضاء أن يعالج هذه القضية ونحن لن نتدخل.
سئل: كيف سيكون التضامن العربي مع لبنان في ظل التهديدات الإسرائيلية، وما صحة ما ذكرته إحدى الصحف اللبنانية عن أن إسرائيل هي التي أسقطت الطائرة الأثيوبية نظرا لوجود عناصر من «حزب الله» على متنها؟
أجاب: نحن نستبعد أن يكون هناك أي عمل تخريبي حسب الأدلة والمعلومات الموجودة لدى كل المتابعين لهذا الموضوع حتى الآن، ولكن الصندوق الأسود هو الذي سيكشف ما حصل للطائرة، منذ لحظة إقلاعها ولغاية ارتطامها بالمياه.
وتابع: أما بالنسبة لنوعية التضامن العربي مع لبنان. لقد كانت هناك خلافات كبيرة بين بعض الدول العربية، أما الآن فالجو العربي أفضل بكثير مما كان عليه منذ سنة أو سنتين، واليوم هناك تضامن عربي أكبر مع لبنان وهناك وحدة عربية وصف عربي يتطوران، وهذا أمر يساعد العرب على مواجهة التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة من قبل إسرائيل أو غيرها. ان لإسرائيل مشروعها في المنطقة، ويجب أن يكون لنا نحن كعرب مشروعنا ايضا في المنطقة، كما انه يجب علينا أن نعرف كيفية مواجهة المشروع الاسرائيلي موحدين ومن خلال عمل عربي مشترك.
وعما اذا كان لبنان سيحضر القمة العربية المقبلة التي ستعقد في ليبيا؟
أجاب: إن لبنان مدعو الى القمة بالتأكيد، وان شاء الله ننظر في تشكيل الوفد المشارك.
سئل: هل تلقيتم من الرئيس مبارك تطمينات من باراك إزاء التهديدات التي تطلقها إسرائيل؟
أجاب: بالتأكيد فإن الرئيس مبارك كان واضحا وصريحا لجهة رفضه للتهديدات الاسرائيلية للبنان، ولقد تطرقنا الى ما حدث خلال هذه الاجتماعات