قلق ينتاب عائلة 'أبو علي' إثر القرار العسكري الإسرائيلي الأخير

تعيش عائلة حسام المغاري الغزية، بأفرادها الخمسة، والتي تقطن في حي 'أم الشرايط' بمدينة رام الله، حالة من الهلع، أصابتها عقب تداول وسائل الإعلام خبر القرار الإسرائيلي القاضي بترحيل مواطني قطاع غزة من الضفة إلى مسقط رأسهم.
يقول حسام (أبو علي)، في حديث لـ'وفا': بعد صدور القرار يوم أمس، استنفرنا، وبحثنا كثيرا في مواقع الإعلام، وتوجهنا إلى العديد من الأصدقاء والمعارف، نستفسر عن مدى مصداقية التطبيق.

ويستطرد 'من حقنا أن نعيش أينما نريد، ولا يحق لإسرائيل التحكم بمكان إقامتنا داخل وطننا'.
أبو علي يسكن في مدينة رام الله منذ ثلاث سنوات، أمضى السنة الأولى منها محاولا نقل جميع الأوراق الثبوتية الخاصة بالعائلة، ومنها ما يخص تغيير عنوان السكن.
ييدو الرجل قلقا حائرا وهو يقول 'أعيش حالة من الاندماج والاستقرار مع من حولنا، لذا يصعب علينا الرحيل'.

وتعبر ابنته لوزان (18 عاما)، وهي طالبة في مدرسة رام الله الثانوية للبنات، عن استيائها من القرار، فهي في سنتها المدرسية الأخيرة 'التوجيهي'، وتحتاج 'الاستقرار النفسي والمكان المناسب' لاستكمال دراستها بنجاح، وقد اعتادت غرفتها وزوايا بيت العائلة.

حالة عائلة المغاري هي ضمن حالات عديدة تعيش ذات القلق عقب نشر صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية يوم أول أمس، القرار الذي يقضي بإبعاد نحو ثمانين ألف من المواطنين الذين لا يحملون إذن إقامة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، أو من يحملون هوية صادرة من قطاع غزة، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة 'التسلل' إليها.
والقرار العسكري الجديد الذي يحمل رقم (1650) تمت المصادقة عليه من قبل قيادة جيش الاحتلال العليا في 13/10/2009، من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.
وأثار القرار ردود فعل شعبية ورسمية مختلفة، منذ صدوره وحتى اليوم.

فقد قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للعلاقات الدولية فيها د. نبيل شعث، اليوم، إن 'القرار العسكري الأخير بطرد فلسطينيين، قرار سياسي، وضد الاتفاقات الموقعة بين السلطة الوطنية وإسرائيل، ومحاولة إسرائيلية لتقويض السلطة الوطنية'.

واعتبر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، الأمر العسكري عبارة عن 'تغيير كبير في قواعد الصراع الديمغرافي، ولا يقل خطورة عن آثار النكبة الفلسطينية عام 1948، حيث طرد بالقوة في حينه مئات آلاف الفلسطينيين من مدنهم وبلداتهم، ولا يزالون منذ ستة عقود يعيشون كوارث اللجوء في المخيمات وفي دول الشتات'.