كارثة الطائرة الليبية: هولندا تدقق بهوية الناجي الوحيد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خبراء ليبيون في موقع تحطم الطائرة في طرابلس أمس

تعرضت ليبيا والخطوط الافريقية التي انشأتها قبل تسع سنوات لكارثة جوية سقط ضحيتها 103 قتلى، غالبيتهم من هولندا، ونجا طفل هولندي، بتحطم طائرة ركاب اثناء محاولتها الهبوط في مطار طرابلس أمس، فيما سارعت السلطات الليبية إلى استبعاد فرضية العمل «الإرهابي».
وقال مسؤولون ليبيون إن الطائرة، وهي من نوع «ايرباص 330» تابعة لشركة «الخطوط الجوية الأفريقية»، كانت آتية من جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، تحطمت لدى محاولتها الهبوط في مطار طرابلس، ما أدى الى مقتل 103 من ركابها وأفراد طاقمها، ولكن طفلا واحدا نجا.
وأظهرت صور من موقع الحادث الأرض مغطاة بقطع متناثرة من حطام الطائرة ومتعلقات الركاب
الشخصية، ومن بينها دليل باللغة الهولندية لزيارة جنوب أفريقيا. ولم يبق من الطائرة إلا ذيلها وعليه شعار «الخطوط الجوية الأفريقية» بألوانه الحمراء والخضراء والصفراء والارقام التي تشير الى انشاء الاتحاد الافريقي في 9 -9-99.
وذكرت صحيفة «قورينا» الليبية التي تصدر على الانترنت والمقربة من الحكومة أنه قبل وقوع الحادث بوقت قصير اتصل الطيار ببرج المراقبة ليطلب منه تنبيه خدمات الطوارئ لأنه توجد مشكلة في الطائرة.
وقال مصدر من أمن المطار إن «النار اشتعلت في الطائرة قبل هبوطها بلحظات»، لكن مدير الشؤون القانونية في شركة «الخطوط الجوية الأفريقية» صالح علي صالح قال «لم اسمع بحدوث حريق. الطائرة كانت تطير بسرعة عندما سقطت، لأنها كانت لا تزال على مسافة من المدرج». وأعلنت الممثلية الجنوب افريقية لشركة «الخطوط الجوية الأفريقية» أن الطائرة تحطمت «على بعد متر واحد من مدرج» الهبوط.
وقال وزير النقل الليبي محمد زيدان، في مؤتمر صحافي في المطار، «نحن نستبعد نهائيا فرضية أن يكون الحادث نتيجة عمل إرهابي». وأضاف «كان هناك 104 أشخاص على متن الطائرة، هم 93 راكبا وطاقما من 11 فردا»، موضحا انه تم تشكيل لجنة تحقيق وانه تم العثور على الصندوقين الأسودين التابعين للطائرة. وأشار إلى أن القتلى ينتمون إلى جنسيات هولندية وفرنسية وبريطانية وفنلندية وألمانية وجنوب أفريقية والفيلبين وليبيا.
وتابع زيدان إن «الناجي الوحيد» طفل هولندي في العاشرة من عمره، مشيرا إلى انه نقل إلى احد مستشفيات طرابلس و«حياته ليست في خطر». وقال مصدر طبي إن الطفل «فقد الكثير من الدم» وانه يعالج من كسور في الساقين، مؤكدا أن حياته ليست في خطر.
وأوضح صالح انه كان يوجد في الطائرة 62 راكبا هولنديا، من بين 103 أشخاص قتلوا في الحادث. وأوضح أن من بين من كانوا على متن الطائرة ألمانيان وشخص واحد من الفيلبين وآخر من زيمبابوي و13 مواطنا ليبيا على الأقل.
وفي هولندا، أكد الاتحاد الوطني للسياحة إن طفلا هولنديا نجا من الحادث الذي قتل فيه 61 هولنديا، لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية أبدى حذرا، موضحا انه لا يزال يتعين التأكد من جنسية الطفل.
وأكدت الممثلية الجنوب افريقية للشركة أن الطائرة خضعت لكل عمليات مراقبة السلامة المطلوبة قبل مغادرة جوهانسبرغ. وأعلنت شركة «إيرباص»، في بيان، أنها «ستقدم المساعدة الفنية الكاملة للسلطات المسؤولة عن التحقيق في الحادث»، موضحة أن الطائرة سلمت لـ«الأفريقية» في أيلول العام 2009، وأكملت 1600 ساعة طيران في نحو 420 رحلة.
وتأسست شركة «الخطوط الجوية الأفريقية» في نيسان العام 2001 برأسمال 70 مليون دولار، ومقرها في طرابلس. وبدأت باستئجار طائرات لتسيير رحلات إلى عواصم افريقية عديدة، وهي تؤمن رحلات إلى مدن أوروبية مثل لندن وباريس وأمستردام وروما. وأشار موقعها على الانترنت إلى أن كل الطائرات التي تملكها هي من نوع ايرباص، وعددها 11 طائرة. وهذه الكارثة هي الاسوأ في ليبيا منذ 22 كانون الأول العــــام 1992، حين تحطمت طائرة «بوينـــغ 727» تابعة للخطوط الجوية الليبية قرب طرابلس ما أوقع 157 قتيلا.