حرام دمنا عليكم حرام

هل هي محرقة حقاً
في معرض حديثنا عن المحرقة اليهودية المزعومة والتي تمت على يد ألمانية النازية خلال الحربين العالميتين الأولى و الثانية كما تدعي دولة العدو الصهيوني أنا لاأريد أن أؤيدها أو أنفيها وإنما أريد أن أسلط الضوء على تاريخ الإبادة الجماعية التي وقعت لكثير من شعوب العالم والأمم وكانت عمليات الإبادة تلك تتم بطرق عدة ومنها مثلاً ما حصل للأفارقة فقد كان الأوربيون يعتبرون أفريقيا عبارة عن مخزن للعبيدأضافة إلى إرسالهم إلى أمريكا كلحوم بشرية ليتغذى عليهم بعض الهنود ولقد استمر مسلسل إبادة بعض الشعوب من قبل الأوروبيون ومعاملتهم معا ملة الحيوانات وهذا ما حصل مع الداهومي أيضاً مع أن شعب الداهومي لم يكن شعباًمتخلفاًفي مقاييس ذلك العصر وهذا لم يشفع لهم لأن أوروبا كانت قد بدأت تشيد حضارتها على حساب الشعوب الضعيفة وبغياب كامل للمشاعر الإنسانية أما بالنسبة للفرنسيين فقد كانوا ينظمون عمليات نقل زنوجاً من غينيا ويقدمونهم طعاماً لهنود أمريكا والمفارقة هنا أن ألأفارقة هم من كانوا يأكلون الهنود الحمر ويقول رولان مونسيه إن هنود أمريكا تأثروا تأثراًكبيراًبالجدري وفتك بهم داء الزهري في المستعمرات التي كنوا يعملون فيها وكنوا يعملون وهم أطفال ضمن ظروف لايحتملها بشر وفي عام/1693/وفي تقرير يقول أن الأوربيون كانوا يعثرون على الجثث على طول الأنهار وفي الغابات وقد فتك بهم المرض والتدرن الرئوي والزهري والجدري وقد أبيدت قبائل عن بكرة أبيها في الحروب الهندية أثناء سيطرة المهاجرون الأوربيون على أمريكا .
أليست هذه أبشع عمليات الإبادة الجماعية ماهو الفرق بين غرف ا لغازإن وجدت حقاً وبين ما كان يحصل للأفارقة والهنود الحمر وشعب الداهومي وغيرهم من عمليات قتل تصور نفسك وجبة غذاء لإنسان أخر أليست هذه أبشع أنواع الإبادة الجماعية ؟
إذا لماذا هذا التهويل بشأن ماحصل ليهود ألمانيا النازية أليس السبب هو دفع الأمور باتجاه الإسراع في إقامة دولة الكيان الصهيوني في فلسطين فكان الحديث عن غرف الغاز ومحاربة السامية مبررات وذرائع استعملها القادة الصهاينة للوصول إلى أهدافهم وهنا نستشهد بما قاله روزفلت فهو يقول إن الصهاينة يدركون أن الفرصة مؤاتية لاستعمار فلسطين ولذلك فإن الصهيونية كانت تفعل باستمرار ما من شأنه تأجيج روح العداء ضد اليهود عند الحركات الغير سامية وفي الدولة النازية الألمانية:إذاً كانت الصهيونية والنازية توفران الظروف المناسبة لتهجير اليهود إلى فلسطين وهنا لابد من ذكر المحاولة التي قام بها هتلر قبل الحرب العالمية الثانية كان يحث اليهود على النزوح وكان يتمنى أن يجدوا وطناًيهودياًتحت مسؤولية ألمانيا وكان يرى بأنهم يصلحون للعمل في الزراعة وفي الصيرفة وهذا دليل على أنه لم يكن يفكر في تعريضهم لمحرقة أو لعملية إبادة بطريقة من الطرق بل على العكس نحن نعتبر أن هتلر كان سببُ مهم في تهجير اليهود إلى فلسطين .
وإذا اعتبرنا أن المحرقة رواية صحيحة فما هي الأسباب التي أدت إلى حصولها هناك عدة أسباب منها إعلان حاييم وايزمن رئيس المجتمع اليهودي العالمي الحرب على هتلر في عام /1939/في الخامس من أيلول وكان قبل ذلك و في عام /1934/ قد بدأ حربه على هتلر بإحكام المقاطعة الاقتصادية ضد ألمانيا فما كان من هتلر إلا أن يرد على اليهود الألمان وخاصة بعد أن بدأ اليهود في تهديد ألمانيا بالحرب عليها وتحدي هتلر فقام هذا الأخير باعتقال اليهود ووضعهم في معسكرات اعتقال يقو ل عنه اليهود أنها كانت معسكرات إبادة وهذا ما نفاه المؤرخ الفرنسي روبيرفوريسون حيث يقول على لسان هتلر في /24/تموز/1942/في ذكرى الحرب التي أعلنها اليهود بقيادة حاييم وايزمن والتي بدأت في عام /1939/ يقول هتلر أنه بعد الحرب سيغلق مدن اليهود واحدة تلو الأخرى وهنا يحدد ما يريد أن يفعله بهم لم يقل بأنه سوف يبيدهم أو إنه سيضعهم في غرف الغاز والتي لم تكن موجودة أصلاً وهذا ما أكده الكثير من العلماء الأوربيون ويشرحه المؤرخ الفرنسي روبير فوريسون عندما يقول أنه وبعد سنوات من البحث والتقصي تبين استحالة وجود هكذا غرف على الأقل من الناحية الفنية ويقول بأن هذه الغرف الشهيرة بغرف الغاز المبيدة للبشر لم تكن غير كذبة وهي من تلفيق أعداء هتلر أثناء الحرب وإن ما نشاهده من صور في معسكرات الاعتقال ليست إلا جثث كانت قد ماتت بسبب الأمراض التي كانت منتشرة في تلك الفترة في أوروبا خلال الحروب التي كانت تدور رحاها هناك وكان يتم حرق هذه الجثث أو رشها بالغاز لمنع انتشار المرض وكان في تلك الحقبة يتم رش الثياب والأماكن بالغاز للتعقيم لكنهم أى الصهاينة قدموها على أنها غرف لحرق البشر الأحياء
وهنا المفارقة إذا كان هتلر قد أعلن عن عملية إبادة ضد اليهود في عام /1941/فكيف يعلن بعد عام بأنه سيغلق مدنهم الواحدة تلو الأخرى وأنه عليهم مغادرة ألمانيا وأنه عليهم مغادرة البلاد والهجرة إلى مدغشقر ليقيموا وطناً قوميا لهم كان هذا عام /24/تموز/1942/ وإذا اعتبرنا أن ما يدعيه هؤلاء الصهاينة صحيحا فهل هذا يعطيهم الحق في قهر الشعب الفلسطيني ومحاولة إبادته كما فعل المهاجرون الأوربيون الأوائل لأمريكا ومعهم كان بعض اليهود الذين ظنوا حينها بأنها أرض الميعاد فقد مارسوا عمليات الإبادة ضد الهنود الحمر والآن يقومون بتنفيذها ضد الشعب الفلسطيني فهم يقومون بكل أنواع الإبادة البشرية حتى وصل بهم الأمر إلى سرقة أعضاء الشهداء والأسرى ويمعنون بإهمالهم مما يجعلهم يتعرضون لأمراض تؤدي بهم إلى الهلاك وهم أيضاً من قاموا بدفن الجنود المصريون وهم أحياء تحت رمال سيناء ويتكلمون عن المحارق وكأن ما فعلته عصابات الهاغانا وشتيرن وغيرها في دير ياسين وقبية وكفر قاسم وحيفا وقطار القاهرة حيفا وسعس الجليل وبلدة الشيخ وطنطورة وغزة 1955 وصبرا وشاتيلا 1982 والأقصى عام 1990والحرم الإبراهيمي هذا عدا عن الاعتداء الذي حصل على غزة في يناير 2009والذي أودى بحياة أكثر من ألف وخمسمائة شهيد وآلاف الجرحى وتدمير عشرات الآلاف من البيوت وبعضها كان يهدم على رؤوس أصحابها هذا غيض من فيض فجرائم هذا لعدو لاتنتهي ويتكلمون عن محرقة وهم من دمروا أكثر من /418/قرية فلسطينية عام/1948/ ويحاولون الآن اقتلاع شعب كامل من أرضه وإلغاء تاريخه وثقافته وحياته الاجتماعية وتعريضه للجوع والمرض أليست هذه قمة الإبادة أليست هذه أكبر محرقة في التاريخ وإذا كان اليهود قد تعرضوا لمحرقة على يد ألمانية النازية ما هو ذنب العرب وما هو ذنب الشعب الفلسطيني لكي تتم عملية إبادته بشكل منظم من قبل الدوائر الصهيونية في دولة هذا الكيان العنصري والتي ترفع شعار الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني الميت وتأكيدا على عنصرية هذا الكيان نورد ماقاله صموئيل جونين والذي كان يرأس دائرة التوجيه في الجيش الصهيوني مخاطبا جنوده يقول(مهم جداً بالنسبة لي أن يبقى شعب إسرائيل حياً إلى الأبد ولا يهمني إذا بقيت أو لم تبقى شعوب أخرى) يتكلمون عن الإبادة وهم حاملي لوائها إن هذا الكيان يفتقر إلى أبسط الشعور الإنساني باعتمادهم على التلمود الذي يعتبر اليهود شعب الله المختار وأن كل البشر الموجودون على وجه هذه الأرض هم عبيد لهم ويسمون كل ماهو غير يهودي بالأخيار وأنه يحق لهم قتلهم واستعبادهم واحتلال بيوتهم والسيطرة على أموالهم وسبي نسائهم إنهم يختبئون تحت عباءة المحرقة ومحاربة الساميةوالإضطهاد الذي تعرضوا له إذا كان هذا ليس إبادة فما هي الإبادة إذاً وبالعودة إلى ماقام به هتلر بشأن اليهود نقول بأنه قدم لهم خدمة كبيرة بتهجيرهم إلى فلسطين وكما جاء في كتاب السيد محمود عباس أبو مازن يقول إن هتلر هو صاحب الفضل في تهجير اليهود إلى فلسطين وفي إقامة الكيان الصهيوني لأنه هو الذي أتاح للصهاينة بناء اقتصاد متين وقوي من خلال تسهيلات قدمها لأصحاب رؤوس الأموال اليهود في نقل أموالهم إلى فلسطين وكانت هذه التسهيلات لاتقدم إلا لليهود الألمان الذين يريدون الهجرة إلى فلسطين فقط. وهنا لابد لنا من القول بأن أي عداء لليهود الألمان لم يكن ليغضب الصهاينة بل على العكس تماماً فقد لاقى موقفه هذا الدعم الصهيوني التحريضي المدروس والمبرمج لعملية التهجير إلى فلسطين تحديداً لقد استخدم الصهاينة كل الطر ق الغير أخلاقية من أجل الوصول إلى هدفهم في تحقيق الوطن القومي اليهودي ومنها ادعاءات المحرقة تلك وفي نهاية هذا المقال لابد لنا من أن نختم بقول لمناحيم بيكن وهو يعبر عن عنصريته وشدة إيمانه بإبادة البشر فهاهو يقول وهو يخاطب القوات الإسرائيلية (أنتم الإسرائيليون لاينبغي لكم أن تكونوا رؤفين حين تقتلون عدوكم فينبغي عليكم أن لاتعطفوا عليه مادمنا لم نقضي على مايسمى بالثقافة العربية وما لم تبنى حضارتنا نحن)
هذه هي إذاً مشكلة اليهود من السامية إلى المحرقة إلى إقامة كيانهم المزعوم والذي بنوه على العنصرية والقتل واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريده وارتكاب ألاف المجازر بحقه :: بقلم كامل بشتاوي/في/20/5/2010/
أين هي المحارق وبحق من تمت ومن نفذها سؤال يطرح للإجابة عليه




بقلم كامل بشتاوي
حمص/في/20/5/2010