بيان صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية

بيان صادر عن

الجبهة العربية الفلسطينية

في ذكرى النكسة فلتتوحد الصفوف ولينتهي الانقسام
يا جماهير شعبنا العظيم :
ثلاث وأربعون عاماً مضت على ذكرى نكسة حزيران التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وجزء من الأراضي العربية، وأصابت امتنا بحالة الذهول والإحباط والشعور المرير بالهزيمة التي سرعان ما تجاوزها شعبنا المناضل وأحرار امتنا، ليشتد عود المقاومة وتزداد جذوة الثورة لتحقق انتصارات متتالية أعادت الاعتبار للأمة ورسخت الإيمان بان مستقبل الشعوب والأجيال يتوقف على إرادتها في محاربة الوحشية والعيش بكرامة وإنسانية، وبأن تفعيل ثقافة مقاومة لكل المشاريع التي تستهدف الإنسانية بأهدافها النبيلة والسامية هي الضمانة الأكيدة للارتقاء بالشعوب وتحفيزها على مواصلة الجهود من اجل وضع صيغ جديدة تضمن كرامة الإنسان أينما كان.
وبالرغم من مرور ثلاث وأربعين عاماً على النكسة لم تستطع إسرائيل تحقيق الأمن والاستقرار لها ولمواطنيها، ولم تتعلم الدروس والعبر بان سياساتها الاستيطانية ومواصلتها لبناء الجدار الفاصل والتعدي على القدس والمقدسات لا يمكن أن ينشئ لها حقاً في الأراضي الفلسطينية والعربية، وان خيارها الوحيد لتوفير الأمن لمواطنيها هو الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 67م. فالتجربة أثبتت أن الاختلال في موازين القوى لصالح العدو لا يمكن أن يفت من عضد شعبنا الذي يؤكد قدرته الفائقة على الصمود والتحدي إلى أن يحقق كامل أهدافه الوطنية المشروعة، وعلى إسرائيل أن تدرك أن موازين القوة عامل متغير، وان شعبنا لا يزال يصر على قلب موازين القوة لصالحه وان هذا سيتحقق عاجلاً أم أجلاً ، وعليها أن تفكر جدياً في مستقبلها ومستقبل السلام في المنطقة.
يا جماهير شعبنا الأبي..
تتزامن ذكرى النكسة هذا اليوم مع اعتراض إسرائيل لسفينة كسر الحصار (ريتشل كوري) وارتكابها قبل عدة أيام لمجزرة وحشية بحق أسطول الحرية لتكشف عن مدى التخبط والإرباك لدى الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أمام ما يبديه شعبنا من صمود أسطوري ومن إصرار على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافه الوطنية وأمام انكشاف وجهها القبيح لدى الرأي العام العالمي الذي بات يدرك أن هذه الدولة لا ترغب بتحقيق السلام ولا تؤمن به، بل وتسعى إلى إشعال المنطقة وإبقائها في دوامة العنف مع اتخاذها في كل يوم لإجراءات استفزازية وعدوانية بحق الشعب الفلسطيني ، ووضعها للعقبات أمام مسيرة السلام باستمرارها في الاستيطان والجدار وتعديها الصارخ على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإجراءاتها اليومية بحق أبناء شعبنا من مواصلة للحصار الجائر وسياسة الإغلاق والتجويع وجدار الفصل العنصري الذي يلتهم أرضنا، ومواصلة تهويد القدس وفرض أمر واقع على الأرض، يضاف إليها ما تعانيه ساحتنا الوطنية من خلل كبير في علاقاتنا الوطنية ومن انقسام يشكل نكسة جديدة وحقيقية أصابت شعبنا ومشروعنا الوطني.
إن ردود الفعل الدولية الأخيرة على ما اقترفته إسرائيل من جريمة بحق أسطول الحرية لا يمكن استثماره ولا يمكن البناء عليه لصالح قضيتنا الوطنية في ظل حالة الانقسام مما يفرض علينا أن نوحد الصفوف وان نعزز مقومات الصمود لشعبنا لمواجهة التحديات لنواصل نضالنا ضد الاحتلال ومشاريعه التآمرية، وهذا يستدعي البدء فورا بإصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتعزيز وحدتنا الوطنية من خلال التوقيع على الورقة المصرية كمقدمة لوضع برنامج وطني موحد يحدد الأولويات ويعيد الاعتبار لنضالنا ولقضيتنا ويحتكم للمصلحة الوطنية العليا لشعبنا ، فالتحديات اكبر من إمكانات أي تنظيم منفرد مهما بلغت قدراته ولا يجوز لأي طرف أن يدعي انه يمثل المصلحة الوطنية أو يفرض برنامجه الخاص، فالكل الوطني بمكوناته السياسية والاجتماعية كافه هو القادر الوحيد على قيادة شعبنا وتقرير مصيره وتحديد برنامجه النضالي الذي يحمي شعبنا ويوقع اكبر الخسائر في العدو ويمكننا من استكمال مشروعنا التحرري من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
يا جماهير شعبنا الباسل :
إننا في هذه الذكرى الأليمة ندعو إلى صحوة حقيقية نسموا فيها فوق الجراح ونحتكم إلى المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ونواصل المسيرة بوفاء صادق لدماء الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة المعتقلين في سجون الاحتلال حتى نحقق الأهداف التي آمن بها من سبقونا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

المجــــد للشهـــداء.. الشفـاء للجـرحى ..الحــرية لأســرى الحــرية

ومعاً وسويا من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

الجبهة العربية الفلسطينية
فلسطين 5 حزيران 2010م
--