المفكر الإسلامي كمال أبو المجد: "الفقر" وراء انتشار النقاب في مصر والعالم العربي

أكد المفكر الإسلامي المعروف د. أحمد كمال أبو المجد "أن النساء اللاتي يرتدين النقاب لا يمتلكن ثمن شراء الملابس، وأنهن يرتدينه بسبب الفقر وحالتهن الاجتماعية والاقتصادية الضعيفة ، وأشار أبو المجد إلى تراجع قيمة الحرية فى مصر والعالم العربي ".


وقال أبو المجد فى محاضرته الاثنين 24-5 -2010 في مؤتمر "الشخصية المصرية في عالم متغير" بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية بالقاهرة " إن النقاب يستخدم أحيانا فى أشياء ضد القانون، وقد منع فى بعض بلدان العالم لأسباب قانونية وليس لأسباب دينية ".


الحرية غائبة
وأكد أبو المجد "أن النقاب ليس له أساسا تاريخيا أو دينبا وإنما يعبر عن اتجاه اقتصادي و اجتماعي وسياسي فى بلادنا".


وقال الدكتور أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الأسبق إن الحرية لم تأخذ حقها الكافي في المجتمعات العربية الإسلامية رغم حرص جميع الديانات عليها باعتبارها من حقوق الإنسان وخاصة حرية التعبير والتي أطلق عليها أم الحريات فإذا أدخلت هذه الحرية مجتمعا جاء خلفها باقي الحريات."


ورصد أبو المجد خلال محاضرته ظاهرتان أثرتا في الشخصية المصرية أولهما العولمة والتي جاءت نتيجة الثورة العلمية، و سرعة الانتقال والاتصال والمعرفة فما كان ينقل عبر 200 و300 عاما أصبح ينقل في وقت قصير جدا ، أما الظاهرة الثانية فأشار أبو المجد إلي أننا لا نعيش في ظل نظام دولي فهناك نظام سقط وآخر يريد أن يكون وهذا ما يطبق في بعض القضايا وخاصة التدين والعلمانية والأخطر من ذلك -والكلام علي لسان أبو المجد- هو سقوط فكرة القطرية والشأن الداخلي ونشوء العالمية وضرب مثالا بمطالبة البعض بمراقبة الانتخابات المصرية من جهات أجنبية وما حدث من مطالبة الحكومة الأمريكية بخروج أيمن نور من محبسه ونصح بضرورة وضع حدود لما هو داخلي وما هو دولي.


وحول كيفية ضمان نزاهة الانتخابات وتشجيع الأفراد على المشاركة، أكد أبو المجد أن على الحكومة أن تبث روح الطمأنينة في نفوسهم، مشيرا إلى صعوبة إدارة الأمن في مصر التي غالبا ما يستخدم فيها الضباط الضرب والسحل ضد المواطنين مثلما حدث في الاعتصامات الأخيرة. ودعا الحزب الوطني إلى أن يصلح نفسه ليكون رائدا بدلا أن يقوم وحده بمهام الحياة الحزبية المصرية.


ونصح أبو المجد المصريين بالتفرقة بين الكذب والفتنة، والبعد عن النظرة التشاؤمية للأشياء، موضحا أن السلبية المنتشرة أصبحت من أهم سمات الشخصية فى المجتمع المصري، ومؤكدا أن المواطن المصري يقضى جل وقته في مشاهدة التلفاز والتعبير عن اكتئابه.


ووصف أبو المجد العقد الاجتماعي الحالي بـ "تبادل الخديعة"، بين المسئولين والجماهير، قائلا: "تسير المؤسسات الدستورية الحالية بسخرية، كما تستعين بأفراد من فاقدي الثقة"، وفى ختام محاضرته ، أكد أبو المجد تراجع قيم الحرية فى المجتمع المصري والمجتمعات العربية، والدليل على ذلك تمديد قانون الطوارئ لمدة عامين إضافيين في مصر .