فرع فلسطين للرابطة الدولية للقلم ينجح في فرض المقاطعة الثقافية لإسرائيل

نجح فرع فلسطين للرابطة الدولية للقلم، بمساندة الوفود العربية، في فرض المقاطعة الثقافية على إسرائيل.

جاء ذلك خلال اجتماعات الكونجرس الدولي للرابطة الدولية للقلم، التي اختتمت اليوم السبت، بعد أسبوع على انطلاقها في العاصمة اليابانية طوكيو، بمشاركة فلسطين.

وناقشت هذه الاجتماعات على مدار أسبوع، أوضاع فروع الرابطة، وتدارست أوضاع الفروع في مناطق الصراع وقضايا عديدة تتعلق بالكتاب في مناطق متعددة.

وافتتح المؤتمر الختامي بكلمة وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا، الذي أشاد بدور كتاب العالم في إغناء التجربة الحضارية، ثم تحدث رئيس رابطة القلم الياباني هورو كياكي مستعرضا مسيرة رابطة القلم التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

وأكد كياكي، أن الكلمة الملتزمة هي الرباط الوثيق الذي يربط كتاب العالم والتي تتحول إلى موقف جاد في تحقيق العدالة الإنسانية.

من جانبه، أشار جون رالستون رئيس الرابطة الدولية للقلم إلى أهمية عقد المؤتمر في اليابان والاستعدادات التي جرت كي يكون متميزا.

وأشاد رالستون بجهود الرئيس محمود عباس في تحقيق السلام العادل والشامل، كما رحب بشدة بميثاق الشرف الذي أعلن عنه رئيس الوزراء د. سلام فياض فيما يخص حرية الكاتب وحقه بالتعبير، واعتبره ظاهرة حضارية ونموذج يحتذى به من أجل حفظ كرامة الكاتب الإنسانية والوطنية.

وشارك الوفد الفلسطيني على مدارس أسبوع في اجتماعات اللجان المتخصصة: وهي لجنة السلام، ولجنة الحقوق اللغوية، ولجنة الكتاب المعتقلين، ولجنة المرأة بكثافة، وقدم تقاريرا عن أوضاع الكتاب الفلسطينيين في ظل احتلال غاشم يقتل الكلمة ويمزق أواصل البلاد.

وكان أبرز الاجتماعات للجنة السلام على مدار يومين بحثت فيها موضوع السلام في الشرق الأوسط، واستعرض الكاتب السلوفيني ادوارد كوفاك رئيس لجنة السلام، الجهود الحثيثة التي قامت بها الرابطة الدولية ولجنة السلام في متابعة قضايا الشرق الأوسط، وخاصة ما قامت به حكومة إسرائيل من جرائم وانتهاكات ضد أبناء الشعبن الفلسطيني، وممارساتها التعسفية.

وأكد كوفاك، في بيان سياسي، دعم لجنة السلام لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال، شاجبا بشده ما قامت به حكومة إسرائيل ضد المتضامنين في أسطول الحرية التركية، كما دعا الكتاب من الطرفين للتعاون من أجل المساهمة في إحلال السلام.

في هذا السياق رفض الجانب الفلسطيني اقتراحا قدمته لجنة السلام للمشاركة في مؤتمر الكتاب الإسرائيلي الذي سيعقد في حيفا في ديسمبر المقبل، تحت شعار تحقيق السلام وجعل مساحة للحوار الجاد للكتاب من قبل الطرفين.

وأكدت الأديبة الفلسطينية حنان عواد رئيسة الوفد الفلسطيني، أن عدم المشاركة الفلسطينية في المؤتمر الإسرائيلي، جاءت تأكيدا على رفض دعم حكومة إسرائيل بممارساتها التعسفية بحق شعبنا، وقد وضعت لجنة السلام في صورة القرار الفلسطيني منذ ثلاثة أشهر.

وأوضحت عواد أن مشاركة الرابطة سيساعد إسرائيل على تحسين وجهها أمام العالم في ظل المقاطعة الأكاديمية والتربوية من جامعات ومؤسسات عديدة في العالم، وقالت: 'نحن ككتاب فلسطينيين وشعب فلسطيني مع السلام العادل والشامل الذي يحفظ للإنسان حريته وكرامته وسيادته على أرضه'.

هذا وساندت الوفود العربية القرار الفلسطيني بعدم المشاركة في الاجتماع الذي سيعقد في مدينة حيفا، حيث تحدث الشاعر العراقي رئيس فرع العراق علي شلش، مؤكدا رفضه التام فكرة المشاركة ووقوفه إلى جانب فرع فلسطين بقوة.

وقال رئيس فرع الجزائر محمد ميجاني: 'إن ما يقوله الفلسطينيون مقدس ونحن معهم ونساندهم في قرارهم وندعو إلى المقاطعة ورفض المشاركة'.

وكذلك رؤساء فروع تونس والأردن ومصر، الذين هددوا جميعا بالانسحاب إذا لم يجمد الاجتماع المنوي عقده في إسرائيل، وقد شكل الصوت الفلسطيني والعربي قوة نوعية ألزمت رئاسة الرابطة الدولية إلى عقد اجتماع طارئ مع لجنة السلام وقرروا عدم المشاركة وتجميد فرع إسرائيل.

في سياق متصل، اجتمع جون رالستون الرئيس الدولي للرابطة، مع الوفد الفلسطيني، وأكد لهم أنه لن يشارك، ولن تشارك الرابطة الدولية في المؤتمر في إسرائيل، واتخذ قرارا بالإجماع بمقاطعة أعمال المؤتمر الذي سيعقد في إسرائيل.

وفي ذات الاجتماعات، عقدت انتخابات للأمين العام واللجنة التنفيذية، وكثف الوفد جهوده لإنجاح مجموعة من الكتاب من مناطق عديدة مساندة للقضية الفلسطينية.

وتم انتخاب هوري كياكي، أمينا عاما للرابطة الدولية وهو من اليابان ومساند للقضية الفلسطينية، ويحمل أفكارا تقدمية، وقد زار المخيمات الفلسطينية سابقا في أماكن متعددة، فيما حصلت الدول التالية على عضوية اللجنة التنفيذية، وهي: كوريا، وكينيا، والباكستان، وتركيا.

وقلدت رابطة القلم الفلسطيني باسم الرابطة، وباسم الفروع العربية ميدالية الرابطة للأمين العام الذي انتهت ولايته تقديرا لجهوده في الدفاع عن الموقف الفلسطيني.

يذكر أن فرع فلسطين للرابطة الدولية للقلم تأسس برعاية الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ليمثل الكتاب والمثقفين الفلسطينيين في دولة فلسطين، وجميع أماكن التواجد.

وتقديرا لفرع فلسطين، جرى تقلد فرع فلسطين رئاسة الوفود العربية، ممثلا برئيسة فرع فلسطين الأديبة د. حنان عواد.

وكان الرئيس الشهيد ياسر عرفات قد وقع وثيقة الحقوق اللغوية للرابطة الدولية، والتي تتبنى حماية اللغة والتراث من الانتهاك خاصة تحت الاحتلال، ورفعت هذه الوثيقة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للمصادقة عليها واعتمادها.

ـــ