هل ينقذ الناخبون الأميركيون السود الحزب الديموقراطي مرّة أخرى؟

قبل حوالى الأسبوعين من الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، التي يرجّح الكثيرون أن نتيجتها ستكون هزيمة ثقيلة للحزب الديموقراطي واجتياحا جمهوريا للكونغرس، برز رأي آخر يرى أنّ للديموقراطيين فرصة في الحفاظ على ماء الوجه وتجنّب الخسارة الكبيرة، لا بل حتّى إحداث مفاجأة.
درس ديفيد بوسيتيس، وهو محلّل في المركز المشترك للدراسات السياسيّة والاقتصاديّة، لأكثر من عقدين ميول الناخبين السود، وسلوكهم في الانتخابات. وفي دراسة نشرها مؤخّراً بعنوان «رؤيا في 2 تشرين الثاني: الناخبون والمرشّحون السود في الانتخابات الفصليّة»، اعتبر أن للحزب الديموقراطي بصيص أمل في الانتخابات المقبلة. وطرح، بمعزل عن نتائج الانتخابات، أدوات انتخابيّة لاستخدامها على المدى الطويل.
ورغم إقراره بخسارة الديموقراطيين عددا من مقاعد مجلسي النواب والشيوخ في الانتخابات المقبلة نظراً لهيمنة الاقتصاد على سائر القضايا، رأى بوسيتيس أنّ حجم الخسارة يعتمد على قاعدة الحزب الديموقراطي الشعبية ونسبة مشاركة الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي. فرغم نسبة المشاركة المتدنية عادة لهؤلاء في الانتخابات الفصلية تاريخيا، تبين أنهم من الأكثر وفاء للحزب الديموقراطي. ونظراً لتجاهل النقاد والإعلاميين واستطلاعات الرأي للأقليات بشكل عام والسود خاصة، ولتمركز هذه الشريحة في الجنوب والضواحي الشعبيّة، لا يمكن معرفة إذا كانوا سيشاركون بكثافة أم سيبقون في منازلهم. لكن إغفال رأي هذه الشريحة من قبل الاستطلاعات ووسائل الإعلام، أدّى في بعض الحالات إلى صدمة عند فرز الأصوات.
ورأى بوسيتيس أنه خلال التاريخ الحديث، كان إقبال الأميركيين السود في الانتخابات النصفية كبيرا في حالتين، وقد أدتا إلى قلب النتائج المتوقعة. وكانت الأولى في العام 1986، حين استجاب هؤلاء لنداء القس جيسي جاكسون بعد أن أثبتوا حضورهم قبلها بعامين إبان ترشحه للانتخابات الرئاسية، ليساهموا في إعادة مجلس الشيوخ للديموقراطيين. وفي العام 1998، شاركوا بكثافة في الانتخابات النصفية لمصلحة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، المحبوب في صفوف السود، والذي استهدف بضراوة من قبل النواب الجمهوريين. ورغم فوز الجمهوريين بمجلس النوّاب آنذاك، أشارت التوقعات إلى نتيجة أفضل بكثير من تلك الحاصلة.
وفي العام 2006، تفوّق الديموقراطيون بـ31 مقعداً في الانتخابات النصفية ليحكموا سيطرتهم على مجلس الشيوخ. غير أنّ نسبة مشاركة السود لم تكن استثنائية مثل عامي 1986 و1998.
فماذا عن 2010؟
يجد بوسيتيس أن 12 عاما فصلت بين حالتي عرض قوة السود الانتخابية. ويرى وجود العديد من الأمور المشتركة بين اليوم وحينها: فالانتخابات الأكثر ضراوة تقع في مناطق تمركز السود، كما كانت الحال في العامين 1986 و1998. وهناك صراع على 20 مقعدا نيابيا قد يحسمه السود، منها 15 في الولايات الجنوبية. ففي حال تمكّن الديموقراطيون من الفوز بنصف هذه المقاعد، سيكون من الصعب على الحزب الجمهوري أن يحصل على الـ 40 مقعدا الضرورية ليحظى بالأكثرية.
كما يرى بوسيتيس أنّ شعبية الرئيس باراك أوباما في أوساط الناخبين السود، زادت في 2010. وهي أكبر من تلك التي تمتّع بها كلينتون عام 1998 حين صنع السود الفارق في ظروف مماثلة. وتوقع مشاركة كثيفة في هذه الانتخابات، بعد أن تخطّت نسبة اقتراع السود العام 2008 للمرّة الأولى نسبة الناخبين البيض، ما ساهم في فوز أوباما التــاريخي بالرئاســة، وذلك بالتزامن مع وعي الحزب الديموقراطي لأثر هؤلاء الكبير على النتائج، وقيادته حمـلات مبرمــجة موجّهة لتحفيز هذه الشريحة من الناخبين للمشاركة، ولا سيّما من قبل أوباما ذاته.
وتبقى دراسة بوسيتيس نظرية سياسية أخرى حتى يوم الانتخابات. لكن من شأنها تذكير كل المعنيين بأن الأمل لا يزال موجودا، ففي النهاية، قد يتبيّن مرة أخرى أن الناخبين السود هم من سينقذ الديموقراطيين.
(عن «معهد من اجل التقدم الاميركي» بتصرف)

» الناخبون في البوسنة يدلون بأصواتهم في انتخابات عامة تحدد مستقبل البلاد
» «ويكيليكس»: الأميركيون حاولوا قطع النفط الإيراني عن الصين
» الناخبون في كوسوفو يدلون باصواتهم
» سلاح الجو العمانى ينقذ 13 مصرياً من الغرق
» مصر: حكم مفاجئ ينقذ هشام طلعت من المشنقة بقضية سوزان