د0 فياض يحتل المرتبة الـ23 ضمن أكثر 100 شخصية مفكرة أحدثت تغييراً

احتل د.سلام فياض، رئيس الوزراء، المرتبة الـ23 ضمن أكثر 100 شخصية مفكرة أحدثت تغييراً في العالم اختارتها مجلة (فورين بوليسي) العالمية.



وقالت المجلة لمناسبة إصدار القائمة: 'قد يكون مجرد تكنوقراط معسول الكلام حوّل الحلم الثوري لدولة فلسطينية مستقلة إلى واقع. في العام الماضي وضع فياض، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي، خطة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية في غضون عامين. في العام 2010، يكتسب موقفه زخماً: فياض افتتح عشرات المدارس والمراكز السكنية في مختلف أنحاء الضفة الغربية وتعهد بأن يتم توفير ما لا يقل عن نصف ميزانية السلطة الفلسطينية لهذا العام من عائدات الضرائب بدلاً من المساعدات. ونما اقتصاد الضفة الغربية بنحو 7% مثيرة للإعجاب خلال 2009، في حين أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قامت بإجراءات صارمة ضد الهجمات الهادفة إلى زعزعة عملية السلام'.



وقالت المجلة: 'خلال السنوات الثلاث التي أمضاها في منصبه، تحول فياض من موظف بيروقراطي إلى شخصية سياسية مؤثرة في بلده، على نحو متزايد، ينظر الغربيون والعرب على حد سواء إلى خطة فياض لبناء الدولة باعتبارها الوسيلة الأكثر فعالية لوضع المبادرة مرة أخرى في أيدي الفلسطينيين. وحتى لو كانت ذهبت الجولة الأخيرة من محادثات السلام في الشرق الأوسط هباء، فما زال لدى الفلسطينيين مدارس جديدة، وطرق محسنة، ووكالات مهنية لإنفاذ القانون التي هي إرث فياض.



ومعلوم أن فياض كان حصل على المرتبة الـ61 في التصنيف الذي أصدرته المجلة نفسها في العام الماضي.



وكتب د.فياض في مقالة نشرتها المجلة لهذه المناسبة: 'عندما أطلقنا خطة بناء دولة فلسطين، في آب 2009، الكثيرون نظروا إليها على أنها تفاؤل مفرط، وحلم. لكن ها نحن هنا، نلمس بصورة استثنائية، ونتحقق من صحة التوجه من خلال النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن: لقد أنجزنا أكثر من 1500 مشروعاً، بما في ذلك إنشاء عشرات المدارس الجديدة، والعيادات، ومشاريع الإسكان وتشييد طرق جديدة في جميع أنحاء فلسطين.



لم يكن المقصود أن يحل بناء الدولة الفلسطينية محل العملية السياسية، ولكن لتعزيز والاستفادة من ذلك. الفكرة كانت إضفاء شعور بإمكانية ما يمكن أن يحدث، وما كنا نريد أن نراه يحدث هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الفرصة للفلسطينيين ليكونوا قادرين على العيش كشعب حر في بلدهم.



إنها قوة الأفكار تترجم إلى حقائق على أرض الواقع، نقل إقامة الدولة الفلسطينية من المفهوم المجرد إلى واقع.

إنه يتعلق بوضع المؤسسات معاً وحملها على تنسيق أنشطتها، وجعلها قادرةً على تقديم خدمات أفضل مثل الرعاية الطبية والأمن.. هذا هو ما تقوم به الدولة. ولكن إذا ما تمكنا من خلق هذا النوع من التغيير الإيجابي الكبير على أرض الواقع، فأتصور أنه سيكون من الصعب جداً على أي شخص ينظر إلينا بعدل أن يقول إن الفلسطينيين لا يزالون غير قادرين على إدارة شيء يبدو مثل الدولة.

هذه هي المفارقة التي تحاصرنا: الأغلبية على كلا الجانبين هي لصالح حل الدولتين. ولكن ليس هناك أغلبية في أي من الجانبين تؤمن بأن الحل القائم على دولتين سوف يتحقق. هذه هي النتيجة الطبيعية لـ17 سنة طويلة من تعطيل العملية السياسية منذ اتفاقات (أوسلو). ليس من المستغرب أن الناس يسخرون. يهمني القول إن قوة برنامجنا مستمدة، على الأقل جزئياً، من قدرته التحويلية، بمعنى أنه يبدأ حقيقة بتمكين الناس من رؤية الدولة وهي تنشأ.

في كثير من الأحيان ، يصل الناس إلى استنتاج بأنه ميؤوس منها. وأنا أتفهم ذلك. ولكنهم يفكرون بالأمور بطريقة ثابتة. برنامج بناء الدولة يذهب إلى أبعد من العالم كما هو عليه الآن. أنت تبدأ بالتحرك ؛ تبدأ بالعمل؛ تبدأ بخلق واقع جديد، وهذا بحد ذاته يوفر ديناميكية أفضل بكثير. كل هذا، باعتقادي، يغذي الشعور بحتمية أن يضعف الشعور السائد باليأس. وهذه هي الدولة التي ستكون مبنية على أساس القيم المشتركة عالمياً: الانفتاح والتسامح والتعايش والمساواة وعدم التمييز، ومراعاة كاملة لحقوق واحتياجات واهتمامات الآخرين.

نريد أن يكون هناك سلام دائم مع إسرائيل. ولكن لا يمكنك الوصول إلى تلك النقطة إذا كان كل شيء تقوم به سلبياً باتجاه واحد، يجب علينا خلق حقائق إيجابية على أرض الواقع، وشعور بالاحترام المتبادل الحقيقي يجب أن يبدأ في النمو. شاعرنا الراحل محمود درويش كتب ذات مرة: 'عندما يتم السلام فإنه سيكون بين متساوين' هذا هو ما يلهمني.

ويذكر أن بيل غيتس حل في المرتبة الأولى، في حين حل في المرتبة الثانية مدير صندوق النقد الدولي دومنيك شتراوس خان ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، وفي المرتبة الثالثة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحل في المرتبة السابعة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وفي المرتبة التاسعة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وفي المرتبة العاشرة أنغيلا ميركل وفي المرتبة الـ11 الإمام فيصل عبد الرؤوف وفي المرتبة الـ13 بيل وهيلاري كلينتون، وفي المرتبة العشرين محمد البرادعي، وفي المرتبة الـ31 رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وفي المرتبة الـ33 الكاتب توماس فريدمان.