ما علاقة زيارة الأحمد بكفّ يد أبو العينين عن الملف الفلسطيني؟

شكلت زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، إلى لبنان، خطوة أولى على طريق الإمساك بملف «فتح» في لبنان، خصوصاً أن مهمة الإشراف على الساحة اللبنانية قد أسندت إليه بعد امتناع المسؤول الفلسطيني جبريل الرجوب عن الاستمرار بالمهمة نفسها نظراً للتدخلات التي تعرضت له في لبنان.
وتؤكد مصادر مطلعة أن مجيء الأحمد إلى لبنان يعني إقالة وكف يد تحالف سلطان أبو العينين وتوفيق الطيراوي ومحمد دحلان عن ملف لبنان، وتسليم مهمة ترتيب البيت الفتحاوي الى الأحمد. إضافة إلى دلالات تشير إلى أن القرارات المتعلقة بالتشكيلة القيادية لـ«فتح» في لبنان قد تم تجميدها بداية، ومن ثم إلغاؤها، وأن الزيارة بحد ذاتها دليل واضح على أن السلطة الفلسطينية عازمة على إعادة ترتيب البيت الفتحاوي بما يرضي كافة الأطر والكوادر والهيئات التنظيمية والقيادية داخل الحركة، وإعادة إنتاج تشكيلة جديدة تتلاءم مع توجهات الدولة اللبنانية ولا تنفرها.
وكانت معلومات قد تحدثت عن لقاء عقد، قبل أيام، بين الأحمد ومسؤول أمني لبناني كبير، فتم التطرق إلى الملف الفتحاوي بما ينسجم وتطلعات الدولة المضيفة. لا سيما أن زيارة الأحمد تهدف أيضاً إلى إعادة تصويب العلاقات اللبنانية الفلسطينية بما ينسجم مع الدولة اللبنانية، وأن اللقاءات الرسمية التي عقدها الأحمد أمس مع المسؤولين اللبنانيين، والرسالة التي نقلها من رئيس الدولة الفلسطينية، تصب في هذا الإطار.
وعلم أن قائد الكفاح المسلح منير المقدح، الذي شكل رأس حربة في مواجهة التشكلية السابقة، والتي لم تستطع تطييره من منصبه، سيلتقي الأحمد مع كل من مسؤول شعبة فتح في عين الحلوة ماهر شبايطة، ومسؤول «فتح» في المية ومية فتحي زيدان، إضافة إلى عضو المجلس الثوري خالد عارف، ومسؤول «فتح» في منطقة صيدا الدكتور قاسم صبح، وقيادة «التنظيم»، وذلك خلال الساعات المقبلة. كما علم أن كل قيادات وكوادر «فتح»، والهيئات التنظيمية والسياسية والعسكرية واللجان الشعبية والاتحادات في لبنان، ستعقد لقاءات مفصلة مع الأحمد الذي سيلتقي أيضاً فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من دون أي استثناءات.
وتؤكد مصادر مقربة من المقدح أنه مجرد حصول الزيارة، فهذا يعني أن مرحلة جديدة بدأت في لبنان على صعيد التهدئة الفلسطينية الداخلية، وأن البحث الآن يتناول، جدياً، مرحلة ما بعد تولي المسؤول الفلسطيني السابق سلطان أبو العينين لهذا الملف. وتضيف المصادر نفسها أنه يمكن الكلام عن بدء مرحلة تولي المسؤول الفلسطيني فتحي أبو العردات هذا الملف.
وكشفت المصادر أن المقدح قدم تصوراً لكيفية إصلاح وضع البيت الفتحاوي، ورفعه إلى الرئيس محمود عباس وإلى قيادة اللجنة المركزية في رام الله، لأن الزيارة تهدف بالدرجة الأولى الى إعادة ترتيب البيت الفتحاوي من جديد، بالتشاور مع كافة المعنيين على الساحة الفلسطينية، ومن دون خلق إرباكات للدولة اللبنانية، ولا للمقاومة في لبنان، ولا لسوريا، ولا للجهات الإقليمية المعنية بملف اللاجئين وبالقضية الفلسطينية بشكل عام.
وتشدد مصادر المقدح على أن «فتح» تتسع للجميع، بما يسمح بوجود وجهات نظر الأطراف من ضمنها على أساس عدم المس بالثوابت الأصلية للحركة، والتي تميز بين العدو وبين الصديق، «وعدوتنا إسرائيل لحين العودة الى ارضنا في فلسطين واستعادة حقوقنا برفض التوطين».
وكشفت مصادر المقدح أنه، إضافة إلى مهمته الإساسية، فإن زيارة الأحمد تشمل رعاية توافق فلسطيني ـ فلسطيني، وفلسطيني ـ لبناني، على غرار ما حققه في العام 2006 الممثل السابق للسلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي والذي شكل مرجعية فلسطينية موحدة للحوار مع الدولة اللبنانية حول الملفات الفلسطينية الشائكة، ومن بينها مسألة الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، والوضع الأمني في المخيمات، وتعزيز الكفاح المسلح بمشاركة فصائل التحالف الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير.

» الملف الفلسطيني الى الواجهة مجددا!
» سلطان أبو العينين يؤيّد "الكلام عن السلاح الفلسطيني
» عزام الأحمد غادر لاطلاع الرئيس <أبو مازن> أبو العينين توجه إلى رام الله لتسلم ملف اللاجئين
» أمين سر "فتح": لإخراج الملف الفلسطيني من دائرة التجاذبات اللبنانية
» شمعون بعد لقائه السنيورة: لا حاجة للتسرّع في اتخاذ قرار بشأن الملف الفلسطيني